في عالمنا اليوم، قد يُنظر إلى العودة للدراسة بعد سن الأربعين على أنها مغامرة غير عادية. ومع ذلك، فإن هذه التجربة غيرت مسار حياتي بشكل إيجابي للغاية. وأنا أكتب اليوم لأشارككم رحلتي الشخصية وأشجع الآخرين على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة.
لم تكن فكرة العودة للدراسة سهلة بالنسبة لي. لقد غادرت المدرسة الثانوية مبكرًا وكنت أعاني من عدم الثقة بالنفس. ولكن بعد سنوات، عندما كنت في منتصف الأربعينيات من عمري، شعرت بدعوة داخلية تدفعني لمتابعة أحلامي الأكاديمية. لقد كنت دائمًا شغوفة بالكتابة، ورأيت أن الحصول على شهادة جامعية في الأدب يمكن أن يساعدني في تطوير مهاراتي والوصول إلى إمكاناتي.
كانت العودة إلى الفصل الدراسي بمثابة رحلة مليئة بالتحديات والمكافآت. لقد فقدت إحساسي بالجاهزية في البداية، وكان عليّ أن أبذل جهدًا إضافيًا لمواكبة زملائي الأصغر سنًا. لكنني لم أيأس. بدلاً من ذلك، استغلت هذه الفرصة للتواصل مع طلاب آخرين، وطلبت المساعدة من الأساتذة عندما كنت بحاجة إليها.
مع مرور الوقت، استعدت ثقتي بنفسي وبدأت أشعر بانتماء أكبر لمجتمع الجامعة. لقد اكتسبت معرفة ومهارات جديدة، وشكلت صداقات قوية ستستمر مدى الحياة. وكانت لحظات الفخر التي شعرت بها عندما أحرزت تقدمًا، كبيرة للغاية.
لم تكن العودة إلى الدراسة مفيدة فقط من الناحية الأكاديمية، بل كان لها أيضًا تأثير عميق على حياتي الشخصية. لقد أدركت أن التعلم هو رحلة مستمرة وأن العمر لا يجب أن يكون عائقًا أمام متابعة شغفنا.
أعلم أن العودة للدراسة في وقت لاحق من الحياة قد تكون فكرة مخيفة. ولكن إذا كنت تشعر بتلك الدعوة الداخلية، فأرجوك لا تتردد. اتخذ هذه الخطوة، واستعد للشعور بالتحول الذي سيحدث لحياتك. ليس الأمر دائمًا بالأمر السهل، ولكن فوائده لا حصر لها.
نصيحتي للآخرين الذين يفكرون في العودة للدراسة في سن متأخرة:وتذكر، فكما قال نيلسون مانديلا بشكل رائع:
"التعليم هو أقوى سلاح يمكن استخدامه لتغيير العالم." العودة للدراسة في سن الـ40 غيرت حياتي بالتأكيد، وأنا واثق من أنها يمكن أن تفعل الشيء نفسه بالنسبة لك.