هدير أبو نار




أبو نار هو صوت النار. هنا كلمة "صوت" مجازية تشير إلى هدير أبو نار وأسلوبها في الحياة.
أمّا هدير أبو نار -رسامة الجرافيتي الشهيرة- فصوتها يأتيك مزمجراً من خلف الجدران والجسور والحافلات، يعلو عالياً في الفضاءات العامة مبرزاً مواضيع هامة ورسائل حساسة تواجه المجتمع العربي، وبالأخص مجتمع الخليج الذي تعيش فيه.
وُلدت هدير في القاهرة وعاشت في قطر منذ نعومة أظفارها مع عائلتها. تخرجت في كلية الفنون الجميلة في جامعة قطر وحصلت على بكالوريوس في الجرافيك ديزاين.
عملها في الرسم والبصريات هو الذي ربطها بمجال الجرافيتي، والذي أصبح فيما بعد مصدر إلهامها وطريقة تعبيرها الخاصة وأسلوب حياتها بالكامل.
أسلوبها في الجرافيتي بسيط للغاية. هي لا ترسم إلا بالأسود والأبيض، وهذا يجعلها قادرة على رسم لوحاتها الجدارية الكبيرة في وقت قصير. وغالبا ما تستخدم رموزًا وصورًا مألوفة للتعبير عن أفكارها.
هدير هي أيضًا ناشطة اجتماعية. وهي تستخدم فنها للتحدث عن القضايا التي تهمها، مثل حقوق المرأة والفقر والمساواة. وهي تعتقد أن الفن يمكن أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي.
ومن الأمور التي تميز هدير أنها تكسر الصور النمطية النسوية في المجتمع الخليجي والعربي. فهي امرأة قوية ومستقلة واثقة من نفسها، ولا تخشى التعبير عن آرائها.
في مدينة الدوحة، حيث تعيش هدير، تجد بصمات أعمالها الفنية منتشرة في كل مكان. إنها لا تقتصر على الجدران والجسور فقط، بل وصلت أيضا إلى الحافلات والسيارات.
وأسست هدير مجموعتها الخاصة، التي تضم نساء من جميع الأعمار والخلفيات، لممارسة فن الجرافيتي في الأماكن العامة.
حصلت هدير على العديد من الجوائز والتقديرات عن أعمالها الفنية، بما في ذلك جائزة المرأة العربية لعام 2016. كما عرضت أعمالها في معارض في جميع أنحاء العالم.
فن هدير ليس مجرد عمل فني جميل يزين مدينتها، بل هو رسائل ممزوجة بالأمل والقوة والحرية والإرادة لكل فتاة وامرأة في المجتمع.