بصوتها القوي وروحها الدافئة، ألهمت هدير عبدالرازق، رائدة الأعمال الاجتماعية والصحفية المصرية، الكثير من النساء العربيات لإيجاد مكانهن في المجتمع، ومنحهن الثقة لمتابعة أحلامهن بلا خوف.
بدأت قصتها في مدينة الإسكندرية الساحرة، حيث نشأت هدير في أسرة تحترم العلم والعمل الجاد. منذ سن مبكرة، أدركت قوة الكلمات وقدرتها على إحداث تغيير إيجابي في العالم. وعندما بلغت سن السادسة عشر، بدأت مسيرتها في الصحافة بمقالات صغيرة في إحدى الصحف المحلية.
سرعان ما لفتت كتاباتها المميزة الانتباه، وحصلت على منحة دراسية لدراسة الصحافة في جامعة القاهرة المرموقة. هناك، صقلت مهاراتها وأوسعت آفاقها الفكرية، وعملت على تغطية قضايا اجتماعية حساسة مثل تمكين المرأة ومحو الأمية.
بعد تخرجها، انضمت هدير إلى إحدى وسائل الإعلام الكبرى، حيث كتبت وأعدت تقارير عن مجموعة واسعة من القضايا، من السياسة إلى الثقافة إلى حقوق الإنسان. من خلال كتاباتها، سلطت الضوء على القصص غير المروية للأشخاص المهمشين، ودافعت عن قضاياهم بشغف لا يكل.
في إحدى الليالي المشؤومة، تعرضت هدير لحادث مأساوي قلب حياتها رأسًا على عقب. فقدت إحدى ساقيها، لكنها رفضت أن تستسلم للإحباط. وبإصرارها وعزمها الذي لا يتزعزع، عادت إلى العمل بعد أشهر قليلة، واستخدمت منصتها الجديدة للتحدث عن ضرورة دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
لم يكن مسار هدير مفروشًا بالورود دائمًا. واجهت تحديات لا حصر لها، من التحيز ضد الإعاقة إلى التمييز ضد النساء في مجال الإعلام الذي يهيمن عليه الرجال. لكنها لم تسمح لهذه العقبات أن تثنيها عن هدفها المتمثل في تمكين الآخرين.
في عام 2015، أسست هدير منظمة "نساء من أجل مصر"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتمكين النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد. من خلال ورش العمل التدريبية وبرامج التوجيه، ساعدت المنظمة مئات النساء على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لبناء مستقبل أفضل لأنفسهن وعائلاتهن.
بصفتها متحدثة تحفيزية، ألقت هدير محاضرات ملهمة في جميع أنحاء العالم، حيث تحدثت عن تجربتها الشخصية وشددت على أهمية المثابرة والتصميم. وقد ألهمت كلماتها وتجاربها عددًا لا يحصى من النساء من جميع الأعمار والخلفيات.
حصلت هدير على العديد من الجوائز والتقديرات تقديراً لعملها الدؤوب. في عام 2017، حصلت على جائزة المرأة العربية المتميزة من جامعة الدول العربية، وفي عام 2020، تم اختيارها كواحدة من أقوى 100 امرأة عربية في العالم من قبل مجلة فوربس الشرق الأوسط.
اليوم، تواصل هدير عبدالرازق إحداث تأثير إيجابي في حياة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم العربي. من خلال كتاباتها، وعملها غير الربحي، وإلهامها الدائم، تجسد هدير روح المثابرة الإنسانية وقوة المرأة العربية. إنها نموذج يحتذى به، تذكرنا بأن كل العقبات يمكن التغلب عليها عندما نؤمن بأنفسنا ونعمل بلا كلل لتحقيق أحلامنا.