هدير عبد الرازق.. بطلة السباحة المصرية التي حطمت حواجز الصمت




بصوتها الرخيم الهادئ، وقلبها الكبير المشبع بالحب والإيمان، تروي لنا هدير عبد الرازق رحلتها الاستثنائية كسباحة مصرية كسرت حاجز الصمت، وأثبتت أن إعاقتها السمعية لم تكن أبداً عقبة في طريق نجاحها.
تولدت هدير في أكتوبر من عام 1999، واكتشف والداها إصابتها بضعف السمع الحسي العصبي وهي في عمر صغير، فلم تستسلم العائلة الصغيرة لتلك الصعوبات، بل حرصت على أن تنمو هدير في بيئة داعمة ومحبّة، حفزتها على الاستمرار في مواجهة التحديات والتغلب عليها.
حملت هدير شغفاً كبيراً بالرياضة منذ طفولتها، فعندما كانت في الحادية عشر من عمرها، التحقت بنادي الجزيرة بالإسكندرية، وهناك بدأت رحلتها مع السباحة، التي سرعان ما أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتها.

إصرار وتحدي:

لم يكن طريق هدير مفروشاً بالورود، فقد واجهت العديد من الصعوبات والتحديات، منها عدم وجود مدربين متخصصين في تدريب السباحين من ذوي الإعاقة السمعية، لكن إصرار هدير وعزيمتها جعلاها تتغلب على هذه العقبات، وتثبت أن الإعاقة ليست سوى حافز للنجاح.

إنجازات وإلهام:

حصدت هدير العديد من الجوائز والميداليات طوال مسيرتها الرياضية، ومن أهمها:
- الميدالية الفضية في بطولة العالم للسباحة لذوي الإعاقة عام 2015 في غلاسكو.
- الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2016 في ريو دي جانيرو.
- الميدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية عام 2020 في طوكيو.
بالإضافة إلى إنجازاتها الرياضية، أصبحت هدير قدوة ومصدر إلهام للعديد من ذوي الإعاقة في مصر والعالم، فهي تثبت لهم أن الإعاقة ليست عائقاً لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

قلب كبير:

وراء تلك الفتاة الرياضية القوية والناجحة، قلب كبير مليء بالحب والعطاء، فعلى الرغم من انشغالها بتدريباتها ومشاركاتها الرياضية، إلا أنها تحرص دائماً على المشاركة في الأنشطة الخيرية ودعم الجمعيات التي تعنى بذوي الإعاقة.

رسالة أمل:

توجه هدير رسالتها إلى جميع ذوي الإعاقة قائلة: "لا تدعوا إعاقتكم تقف في طريق أحلامكم، فالإعاقة ليست سوى حافز للنجاح والتفوق، وعندما تؤمنون بأنفسكم وبقدراتكم، ستتمكنون من تحقيق أي شيء تريدونه".
ليس من قبيل المبالغة القول أن هدير عبد الرازق تعد رمزاً للأمل والإلهام ليس فقط لذوي الإعاقة، ولكن لجميع المصريين، فهي نموذج حي على أن الإرادة والعزيمة أقوى من أي عقبات أو تحديات.