هرم بن بن وسر غامض لغز تاريخي يربك العلماء




"هرم بن بن" يعد من أقدم الأهرامات وأكثرها غموضًا في العالم، فهو يقع في منطقة سقارة الأثرية جنوب القاهرة، ويعود تاريخه إلى عصور ما قبل الأسرات، أي قبل بناء هرم زوسر الشهير بآلاف السنين، ويرتفع الهرم إلى ارتفاع يقارب 60 متراً، وهو مصنوع من الحجر الجيري المكسو بالجرانيت الوردي.

ويحيط بهذا الهرم الكثير من الأسرار والألغاز، فالأبحاث الأثرية لم تكشف بعد عن وجهة استخدامه أو الغرض منه، كما أن بناؤه الهندسي يثير الدهشة والاستغراب، فهو مبني على قاعدة مربعة، لكنه في نفس الوقت يبدو مستطيل الشكل عند النظر إليه من بعض الزوايا، ويظهر هذا الوهم البصري بسبب انحراف جدران الهرم.

ويعتقد بعض العلماء أن الهرم كان يستخدم كضريح ملكي، في حين يرى البعض الآخر أنه كان معبداً للشمس، أو مركزاً لممارسة طقوس دينية لم تُكتشف بعد، وما زالت الأبحاث مستمرة لكشف غموض هذا الهرم العظيم.

ومن أبرز الأسرار التي أحاطت بالهرم هو وجود فتحة غامضة في أحد جوانبه، وهي فتحة ضيقة للغاية يصعب الدخول منها، وقد تم اكتشافها عام 1996، وظل علماء الآثار في حيرة من أمرها سنين عديدة، حتى تمكنوا أخيراً من الدخول إلى الفتحة.

وعند دخولهم إلى الفتحة، وجد العلماء ممراً صاعداً ضيقًا للغاية، وبعد صعودهم للممر وجدوا أنفسهم في غرفة صغيرة، عُرفت باسم "غرفة الأسرار"، وفي هذه الغرفة عثر العلماء على جداريات وكتابات هيروغليفية غريبة، لم يتمكنوا من تفسيرها حتى الآن.

وتعد غرفة الأسرار واحدة من أكثر الغرف غموضاً في العالم القديم، حيث لا يُعرف الغرض منها أو سبب وجودها، كما أن الكتابات الهيروغليفية الموجودة بها لا تزال لغزاً لم يتم حله، وما زال علماء الآثار يحاولون فك رموز هذه الغرفة واكتشاف أسرارها.

ويبقى "هرم بن بن" لغزًا تاريخيًا يربك العلماء حتى يومنا هذا، ويثير الكثير من التساؤلات حول تاريخ مصر القديمة وحضارتها العظيمة، وما زال العلماء يبحثون عن إجابات لهذه الألغاز، في محاولة لفك شفرة أسرار هذا الهرم العظيم.