هشام حداد.. صاحب الإطلالة الأكثر حميمية




من حين صادقته، وأنا أتساءل عن سر ذلك الشعور المميز الذي يتركه لدي عندما تحدثه، كأنه صديق حميم لا تراه كثيراً، فتكون كل لحظاتكم نفيسة وممتعة. فمن يصدق أنك تجلس مع مقدم أحد أشهر وأنجح برامج المقالب في الوطن العربي، "لهون وبس" الشهير، للإعلامي هشام حداد؟

لكن هذا ما يجعله مختلف، هو شخص عادي جداً وجميل جداً في الوقت نفسه. تجلس معه ولا تشعر أنك مع صاحب سلطة أو نجم تلفزيوني كبير، بل مع إنسان مثلنا تماماً، يخاف أحياناً ويثور أحياناً أخرى، ويتألم ويفرح مثل كل البشر.

حكايات وضحك

في كل مرة أجلس فيها معه، أكتشف فيه شيئاً جديداً ومدهشاً. فمثلاً، استغربت عندما علمت أنه في طفولته كان يتردد على دور الأيتام ويقدم هناك بعض المساعدات، كإطعام الأطفال. يا الله! يا لها من نعمة عظيمة عند الله.

كما حدثني ذات مرة عن أطرف موقف تعرض له في أثناء تصوير "لهون وبس". قال: "فوجئت بأحد المشتركين الذي طاردني بسيارته في الشوارع، وكنت أظن أنه سيضربني، لكن المفاجأة أنه طلب مني أن أوقعه معي على علم لبنان وأنا أحمله!".

لحظات إنسانية

أما أعمق ما لفت نظري في هشام، فهو حبه الشديد لعائلته، وزوجته وابنته تحديداً. عندما يتحدث عنهن، يضيء وجهه وتتغير نبرة صوته. يبدو واضحاً أنه شخص متوازن ويعرف كيف يوازن بين عمله وحياته الشخصية.

تذكرت موقفاً إنسانياً رائعاً له. كانت ابنة أحد زملائه في العمل مريضة، فما كان من هشام إلا أن تبرع لها بالتبرع بالدم. نعم، هو الذي نراه على الشاشة يضحك ويمازح ضيوفه، هو نفسه الذي يمتلك هذا القلب الطيب دون أي تكلف.

مواقف صعبة

لكن ما لا يعرفه الكثيرون عن هشام حداد أنه عاش لحظات صعبة في حياته. تعرض لظروف مادية سيئة في طفولته، كما كان طفل خجول وغير اجتماعي. لكنه استطاع بفضل عزيمته وإصراره أن يتجاوز كل هذه المحن ويصل إلى ما هو عليه اليوم.

"عندما علمت بقصة هشام، شعرت أنني أتعامل مع بطل حقيقي، وليس مجرد مقدم برنامج. فقدرته على مواجهة المصاعب وتحويلها إلى نجاح، هي درس عظيم للجميع."

حوار صريح

في آخر مرة جلست فيها مع هشام، أجريت معه حواراً صريحاً ونشرته على إحدى المنصات الإعلامية. كانت المناقشة حادة أحياناً، لكننا حافظنا على الاحترام المتبادل. ما لفتني في هشام هو أسلوبه الهادئ في التعامل مع الانتقادات، وقدرته على الرد عليها بحجج منطقية.

أنهى هشام الحوار بعبارة أثرت فيّ كثيراً، قال: "مهما كان الاختلاف في وجهات النظر، تبقى الحقيقة واحدة، وأننا جميعاً نعمل من أجل هدف نبيل، وهو إسعاد الناس."

حضور مُلفت

لا أريد أن أطيل عليكم، ولكن لا يمكنني أن أختم هذا المقال دون أن أتحدث عن حضور هشام حداد المُلفت. لا أعرف كيف يفعل ذلك، لكنه يستطيع أن يستحوذ على انتباه جمهوره بمجرد ظهوره على الشاشة. إنه مزيج فريد من الكاريزما والموهبة والخبرة.

إذا لم تشاهدوا برنامج "لهون وبس" من قبل، أنصحكم بشدة بمتابعته. ليس فقط من أجل الضحك والفرفشة، ولكن أيضاً من أجل التعرف على شخصية هشام حداد الرائعة، والتي ستترك أثراً إيجابياً في نفوسكم بلا شك.