هشام طلعت مصطفى.. الشاهقة الباقية مهما تغيرت الحكومات




يبقى هشام طلعت مصطفى، وزير الإسكان الأسبق، ومؤسس مجموعة طلعت مصطفى، أحد الرموز الاقتصادية الخالدة في مصر، والتي لا تزال تحتل مكانة متميزة في المشهد الاقتصادي المصري، على الرغم من غيابه عن الساحة منذ أكثر من عقد من الزمان.
ولد طلعت مصطفى عام 1959، في مدينة بني سويف، مصر، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة حلوان، ليبدأ مسيرته المهنية في مجال الإنشاءات، حيث أسس شركة طلعت مصطفى للمقاولات والاستصلاح الزراعي عام 1995.
تحولت شركة طلعت مصطفى للمقاولات والاستصلاح الزراعي سريعًا إلى واحدة من أكبر شركات المقاولات في مصر، وعملت على تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى، بما في ذلك مشروعات الإسكان الاجتماعي والطرق والكباري.
وفي عام 2002، تم تعيين طلعت مصطفى وزيراً للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، حيث قاد جهود الدولة المصرية لحل أزمة الإسكان المتفاقمة، من خلال إطلاق مبادرات عديدة للإسكان الاجتماعي والمتوسط.
استمر طلعت مصطفى في قيادة وزارة الإسكان حتى عام 2005، عندما استقال من منصبه بعد اتهامه بالتورط في قضية فساد تتعلق ببيع أراضي الدولة بأقل من قيمتها الحقيقية. وانتهى به الأمر إلى إدانته بالسجن لمدة 15 عامًا، لكن تمت تبرئته في النهاية في عام 2015.
رغم اتهامه وقضائه فترة في السجن، ظل طلعت مصطفى شخصية بارزة في مجال الأعمال المصري، حيث استمر نجاح مجموعة طلعت مصطفى في النمو حتى بعد غيابه عن المشهد.
وعلى الرغم من تعرضه لانتقادات بسبب قربه من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن طلعت مصطفى ظل يحظى بالإعجاب والإشادة على نطاق واسع لإنجازاته في مجال الإسكان.
وما زالت مجموعة طلعت مصطفى، التي كان يديرها في السابق شقيقه الأصغر، طلعت مصطفى، واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في مصر، ولها بصمة واضحة في السوق العقاري المصري.
وتظل قصة هشام طلعت مصطفى تذكيرًا بمدى قوة تأثير الأفراد على الاقتصاد والمجتمع، حتى لو لم يكونوا في السلطة الرسمية. ومن خلال الإسكان الاجتماعي والمشاريع التنموية الأخرى، ترك طلعت مصطفى إرثًا دائمًا يخدم ملايين المصريين.