هشام يانس- رمز الكوميديا الاردنية




عندما نفكر في الكوميديا الأردنية، لا يمكننا إلا أن نفكر في هشام يانس، الممثل الكوميدي الأردني الذي جلب البهجة لملايين المشاهدين على مدار عقود.
لقد كان عبقريًا في التقليد، قادرًا على تقليد الشخصيات العامة بسخرية لاذعة ولكن محببة. من خلال عمله، ألقى الضوء على العيوب في المجتمع الأردني وجعلنا نضحك عليها.
لكن وراء الكواليس، كان يانس رجلاً عميق التفكير وذا ثقافة واسعة. لقد كان كاتبًا موهوبًا كتب العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية. كان أيضًا نشطًا سياسيًا، مستخدمًا منصته للتحدث عن القضايا التي كان يهتم بها.
وُلد يانس في يافا عام 1946 لعائلة فلسطينية، وعاش آلام النكبة في سن مبكرة. ومع ذلك، لم تسمح له هذه التجارب المريرة بتحويله إلى شخص ينشر الحزن. بدلاً من ذلك، استخدمها كوقود لإضحاك الآخرين.
انتقل يانس وعائلته إلى الأردن عام 1948، حيث بدأ مسيرته المسرحية. اشتهر سريعًا بقدرته على تقليد الشخصيات العامة، وفي عام 1971، بدأ بطولة برنامجه التلفزيوني الخاص، "الكاميرا الخفية".
كان هذا العرض ثوريًا في ذلك الوقت، حيث عرض يانس يقوم بمقلب بأشخاص عاديين ويصور ردود أفعالهم. كانت هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها الأردنيون مثل هذا النوع من الكوميديا، وقد لاقى نجاحًا كبيرًا.
استمر يانس في تقديم العديد من العروض الكوميدية على مدى العقود التالية، بما في ذلك "دبابيس" و"مشهد من الحياة". كما أسس شركته المسرحية الخاصة، "مسرح يانس"، حيث عرض مسرحياته الكوميدية الساخرة.
كان يانس أكثر من مجرد ممثل كوميدي. فقد كان أيضًا كاتبًا موهوبًا كتب العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية. كانت مسرحياته معروفة بتعليقاتها الاجتماعية الحادة، في حين كانت مسلسلاته التلفزيونية مزيجًا من الكوميديا والدراما.
وكان يانس أيضًا نشطًا سياسيًا، مستخدمًا منصته للتحدث عن القضايا التي كان يهتم بها. وكان من أشد منتقدي الحكومة الأردنية وكان له دور فعال في الحركة الديمقراطية في البلاد.
توفي يانس في عمان عام 2024 عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. لكن إرثه سيستمر في العيش. كان أحد أعظم الكوميديين في التاريخ الأردني، وسوف يتذكره الناس دائمًا لقدرته على جعل الناس يضحكون حتى في أحلك الأوقات.