هشام يانس.. مصرع فارس المضحك




بين عشية وضحاها، فقدت الدراما العربية فارسها المضحك، الفنان هشام يانس، الذي خطف قلوب وعقول الملايين من عشاقه عبر شاشاتهم الصغيرة، وجعلهم يضحكون حتى البكاء. في هذا اليوم الحزين، نودع أحد أعمدة الكوميديا العربية الخالدة.
ولد هشام يانس في مدينة يافا الفلسطينية عام 1946، ونشأ في ظل الحرب والنزوح الذي عاشه الشعب الفلسطيني. لكن على الرغم من التحديات التي واجهها، حافظ يانس على روحه المرحة وعشقه للضحك.
انتقل يانس إلى الأردن في سن مبكرة واستقر هناك، حيث التحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة. غير أن شغفه بالمسرح كان أقوى من أي شيء آخر، فانضم إلى المسرح الجامعي وبدأ رحلته في عالم الفن.
كان لدى يانس موهبة فطرية في تقليد الأصوات والشخصيات، وهو ما مكنه من امتلاك أدوار كوميدية لا تُنسى. فقد جسد شخصيات سياسية ورياضية وفنية مختلفة، وحولها إلى مادة دسمة للضحك والترفيه.
ظهر يانس في العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة، منها "صح النوم" و"وادي المسك" و"حكايات من الشرق"، وغيرها الكثير. كما شارك في أفلام سينمائية قليلة، لكن تأثيره كان أكبر من أي دور لعبه.
اشتهر يانس بخفة ظله وروحه المتفائلة، التي كانت تنتقل إلى الجمهور وتجعله ينسى همومه ويشعر بالسعادة والمرح. كان يانس يمتلك القدرة على تحويل المواقف العادية إلى مواقف مضحكة، وتحويل الدراما إلى كوميديا تبعث على البهجة.
لم يكن يانس مجرد ممثل كوميدي، بل كان كاتبًا موهوبًا أيضًا. فقد كتب العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية الناجحة، منها المسرحية الشهيرة "سكة سفر" والتي تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية وعُرضت في العديد من البلدان العربية والأجنبية.
اليوم، نودع هشام يانس، فارس الكوميديا العربية، الذي أضحكنا حتى البكاء، وجعل حياتنا أكثر سعادة وخفة. رحيله خسارة كبيرة للدراما العربية، ولكن إرثه سيظل باقيًا للأجيال القادمة.
فلتسكن روحك في سلام يا هشام يانس، ولتستمر ابتسامتك المشرقة في إضاءة قلوبنا وعقولنا إلى الأبد.