أن يولد المرء في مصر نعمة كبرى، أن يولد في قرية بصعيد مصر، نعمة أخرى أكبر.
رحلتي مع نادي هلال جحين، رحلة أشعر معها بالفخر والاعتزاز، فلقد نشأت في قلب الريف المصري، في قرية جحين بمحافظة سوهاج، قرية لم أكن أظن أنها ستصبح يومًا ما منارة لكرة القدم المصرية ومنطلقًا لنجوم كبار في عالم الساحرة المستديرة.
بداية نادي هلال جحين كانت كأي نادي ريفي، مجموعة من الشباب تحب كرة القدم، تجتمع في ساحة القرية، أو على أرض زراعية مجاورة، لتلعب كرة القدم، يومًا بعد يوم، أسبوعًا بعد أسبوع، حتى تولدت فكرة تأسيس نادي رياضي تحت اسم "نادي هلال جحين الرياضي".
لم يكن الأمر سهلاً، فالأموال معدومة، والإمكانيات شبه غائبة، لكن إصرار أبناء القرية كان هو الدافع، فتم تأسيس النادي عام 1994، وبدأ اللعب في دوري الدرجة الرابعة.
عامًا بعد عام، بدأ نادي هلال جحين في الصعود التدريجي في دوريات كرة القدم المصرية، حتى وصل إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007، ومن ثم إلى الدرجة الأولى عام 2010، لأول مرة في تاريخ النادي.
لم يقف طموح أبناء القرية عند هذا الحد، فواصلوا الإصرار والعزيمة، حتى وصل الفريق إلى الدوري الممتاز عام 2014، وتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق.
من رحم نادي هلال جحين، انطلق العديد من النجوم اللامعة في عالم كرة القدم، أمثال محمود عبد العاطي "شيكابالا"، وعبد الله السعيد، وحسين الشحات، ومحمد حمدي "كهربا"، وغيرهم.
ولم يكن نجاح هؤلاء النجوم صدفة، بل كان نتيجة عمل دؤوب وإصرار على تحقيق الحلم، فبالرغم من الإمكانيات المحدودة، إلا أن أبناء القرية كانوا مصممين على إثبات أنفسهم، وأن يصبحوا نجومًا في عالم كرة القدم.
قصة نادي هلال جحين هي قصة ملهمة، يجب أن تُروى وتُتكرر، يجب أن يعرف العالم أن أحلام أبناء الريف المصري كبيرة، وأنهم قادرون على تحقيقها، بالعمل والإصرار والعزيمة.
يجب أن تكون قصة هلال جحين دافعًا لنا جميعًا، بأن نحلم ونطمح، وبأن نعمل بكل جهد من أجل تحقيق أحلامنا مهما كانت، فلا يوجد حلم مستحيل، وكل شيء يمكن تحقيقه بالعمل والإصرار والعزيمة.
فلتتكرر قصة هلال جحين، فلتتكرر قصص النجاح، فلتتكرر أحلام أبناء الريف المصري!