هل الرئيس عبد الفتاح السيسي دكتاتور أم منقذ؟




في أعماق الصحراء المصرية، على بعد ساعات من القاهرة الصاخبة، يوجد مكان يسمى "الوادي الأخضر". إنها مدينة خضراء مورقة، تم بناؤها من الصفر تحت قيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
يقع الوادي الأخضر في قلب رؤية السيسي لمصر جديدة، وهو رمز لتطلعاته الجريئة. المدينة منظمة وجميلة، ومنازلها مصطفة بأناقة حول شوارع واسعة. لكن الوادي الأخضر ليس سوى أحد الأمثلة العديدة على حكم السيسي التحويلي.
منذ توليه منصبه في عام 2014، أشرف السيسي على فترة من التغير السريع في مصر. لقد شن حملة على الإرهاب، وعزز الاقتصاد، وأطلق مشاريع بنية تحتية ضخمة، وحسن من مستوى معيشة ملايين المصريين.
لكن رئاسة السيسي لم تخلو من الجدل. لقد قوبلت حملته على المعارضة السياسية بانتقادات واسعة النطاق، واتهمته جماعات حقوق الإنسان بقمع حرية التعبير.
إذن، هل السيسي دكتاتور أم منقذ؟ الجواب معقد.
الدكتاتور
لا شك أن السيسي يسيطر على السلطة بقبضة محكمة. لقد حل جماعة الإخوان المسلمين، وقمع المعارضة السياسية، وفرض قيودًا صارمة على وسائل الإعلام.
اتهمت جماعات حقوق الإنسان السيسي بقمع حرية التعبير واحتجاز المعارضين السياسيين دون محاكمة. في عام 2017، أثار اختفاء الباحث الإيطالي جوليو ريجيني احتجاجات دولية ضد حكومة السيسي.
المنقذ
ومن ناحية أخرى، فإن السيسي مسؤول أيضًا عن إحداث تحسينات كبيرة في حياة الكثير من المصريين. لقد قاد البلاد إلى فترة من الاستقرار الاقتصادي، وأشرف على عدد من مشاريع البنية التحتية الضخمة، وحسن مستوى معيشة ملايين المصريين.
بفضل حكم السيسي، أصبحت مصر الآن ملاذاً للاستثمار الأجنبي، وينمو اقتصادها بمعدل ثابت. كما أشرف على بناء قناة السويس الجديدة، التي من المتوقع أن تعزز التجارة وتحسن الاقتصاد المصري.
كما غيرت برامج الضمان الاجتماعي للسيسي حياة ملايين المصريين. تقدم الحكومة الآن الدعم الغذائي والإسكاني والرعاية الصحية للأكثر فقراً.
إذن، هل السيسي دكتاتور أم منقذ؟
الجواب ليس سهلاً. السيسي هو شخصية معقدة، وقد حقق تقدماً كبيراً في بعض المجالات، لكنه واجه أيضًا انتقادات شديدة بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
في النهاية، سيترك الأمر للشعب المصري لتقرير ما إذا كان السيسي دكتاتورًا أم منقذًا.