هل تُخطط تركيا لغزو سوريا؟




في أعقاب الحرب الأهلية السورية التي طال أمدها، حوّلت تركيا أنظارها نحو جارتها الجنوبية، سوريا، حيث تتزايد التوترات الآونة الأخيرة بين البلدين. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صريحًا بشأن رغبته في شن عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا، والتي يعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها القومي.
وتُعتبر الميليشيات الكردية، المعروفة باسم وحدات حماية الشعب، حليفة رئيسية في الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقد حذرت الولايات المتحدة تركيا من شن أي هجوم عسكري ضدها، قائلة إن مثل هذا الهجوم من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك، فقد صرّح أردوغان مرارًا وتكرارًا أن تركيا لن تتردد في التحرك إذا رأت أن أمنها القومي مهدد. وقد حشدت تركيا بالفعل قوات على حدودها مع سوريا، وهي مستعدة لشن عملية عسكرية في أي لحظة.
لا تزال الآثار المحتملة لغزو تركي لسوريا غير واضحة. ومن المرجح أن يؤدي مثل هذا الغزو إلى موجة جديدة من العنف والنزوح، وقد يؤدي أيضًا إلى صراع أوسع نطاقًا بين تركيا وسوريا وحلفائهما.
بالإضافة إلى المخاوف الأمنية، فإن تركيا لديها أيضًا مصلحة اقتصادية كبيرة في سوريا. ومن المعروف أن تركيا هي أكبر مستورد للنفط من سوريا، كما أنها تستورد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي من هذا البلد. وإذا سيطرت تركيا على شمال سوريا، فإنها ستكون قادرة على تأمين إمدادات الطاقة الخاصة بها، فضلاً عن فتح سوق جديد لصادراتها.
ومع ذلك، فإن غزوًا تركيًا لسوريا سيكون له تأثير كبير على المدنيين السوريين. ومن المتوقع أن يؤدي مثل هذا الغزو إلى موجة جديدة من النزوح، حيث سيفر مئات الآلاف من الناس من ديارهم. سيكون لذلك تأثير مدمر على حياة المدنيين السوريين، الذين يعانون بالفعل من الحرب منذ سنوات.
لا تزال الآثار المحتملة لغزو تركي لسوريا غير واضحة. ومن المرجح أن يؤدي مثل هذا الغزو إلى موجة جديدة من العنف والنزوح، وقد يؤدي أيضًا إلى صراع أوسع نطاقًا بين تركيا وسوريا وحلفائهما. يجب على تركيا والولايات المتحدة العمل معًا لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، مع ضمان عدم زعزعة استقرار المنطقة أكثر مما هي عليه بالفعل.