هل تعرف الشيخ عبدالمجيد الزنداني؟




الأحبة الكرام، في هذا المقال الشيق، سوف نلقي الضوء على شخصية فريدة لها بصمة واضحة لا تُمحى في قلوب الملايين حوله العالم، ألا وهو الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني.
اسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني يرن رنيناً مميزاً في أذهاننا، إنه اسم لامع في مجالات متعددة، بدءًا من العلم والدين إلى السياسة والاجتماع. واليوم، ندعوكم للتعرف على هذا الرجل العظيم عن كثب، فمن هو حقًا الشيخ الزنداني وما الذي يجعله مميزًا جدًا؟
ولد الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني في اليمن في العام 1942، في بلدة "دمت"، ونشأ في أسرة مسلمة متدينة، حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى علومه الإسلامية في سن مبكرة. ومنذ صغره، برزت موهبته الاستثنائية وإصراره على التميز.
حصل الشيخ الزنداني على درجة الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة صنعاء، كما درس في جامعات عريقة أخرى في مصر والسعودية. إنه حقًا موسوعة معرفية حية في مختلف العلوم الشرعية، ومنها التفسير والفقه وأصول التشريع واللغة العربية.
ولم يكتف الشيخ بالعلم الشرعي، بل كان مهتمًا أيضًا بمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة، فدرس العلوم التطبيقية والحاسوب، وقد أسس العديد من المؤسسات التعليمية الرائدة في اليمن، ومنها جامعة الإيمان وجامعة العلوم والتكنولوجيا، والتي أصبحت من أهم وأعرق الجامعات في البلاد.
وللشيخ الزنداني إسهامات جليلة في مجال الدعوة الإسلامية، فهو داعية عالمي شهير، يجوب آفاق الأرض، يدعو إلى الإسلام الوسطي المعتدل، الذي يدعو إلى السلام والتسامح والتعايش. كما أسس العديد من المراكز الدعوية في مختلف البلدان، ومنها "المركز العالمي للوسطية" الذي يهدف إلى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال في العالم.
ولا تقتصر إسهامات الشيخ الزنداني على الجوانب الدينية والعلمية، بل تعداها إلى المجالات السياسية والاجتماعية، فقد كان له دور بارز في السياسة اليمنية، وعُرف بمواقفه الحكيمة ودعوته إلى الوحدة الوطنية والإصلاح السياسي. كما شارك في العديد من المبادرات والمؤتمرات الدولية الهادفة إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أسس الشيخ الزنداني العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإغاثية، التي تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين والفقراء في اليمن والعالم. كما أنه من أوائل الدعاة الذين دعوا إلى التعليم للفتيات، وعارض ختان الإناث، وذلك إيمانًا منه بأهمية دور المرأة في المجتمع وضرورة تمكينها.
في عام 2004، اختارت مجلة "تايم" الأمريكية الشيخ الزنداني في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وذلك نظرًا لدوره البارز في الدعوة الإسلامية والتعليم والعمل الخيري. كما حصل على العديد من الجوائز التقديرية العالمية، تقديرًا لمساهماته المتميزة في مجالات العلوم الشرعية والدعوة الإسلامية والخدمة الإنسانية.
وعلى الرغم من مسيرته الحافلة بالعطاء والإنجازات، لم ينس الشيخ الزنداني يومًا موطنه اليمن، وظل على الدوام داعية للسلام والوحدة بين أبناء شعبه، وداعيةً إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي في البلاد. كما أنه لعب دورًا محوريًا في جهود المصالحة الوطنية وإحلال السلام في اليمن.
إن الشيخ الزنداني ليس مجرد عالم دين أو داعية أو سياسي أو رجل أعمال، بل هو مزيج فريد من كل هذه الصفات مجتمعة، إنه رجلٌ حكيم، واسع الاطلاع، عميق الإيمان، محبٌ للخير، مكرسٌ حياته لخدمة الإنسانية. إنه بحق مفخرة لليمن وللأمة الإسلامية والعالم أجمع.
والآن، وبعد أن تعرفنا على هذه الشخصية الملهمة، فإننا ندعوكم إلى التعرف أكثر على الشيخ عبدالمجيد الزنداني من خلال قراءة كتبه ومشاهدة محاضراته ولقاءاته المختلفة، والتي سوف تجدون فيها ثراءً معرفيًا وروحيًا كبيرًا. كما ندعوكم إلى دعم مؤسساته الخيرية والتعليمية، التي ما زالت تؤدي رسالتها النبيلة في خدمة الإنسانية.
فالشيخ الزنداني ليس مجرّد اسم، بل هو تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات، وقصةٌ ملهمةٌ عن رجلٍ كرس حياته لخدمة دينه وأمته ووطنه. إنه رجلٌ يستحق كل التقدير والإعجاب والامتنان، ولنذكر دائمًا مقولته الشهيرة: "إننا لسنا بحاجة إلى أن نرفع أصواتنا، ولكن بحاجة إلى أن نرفع عقولنا".