هل تعلمون أن الحشاشين الذين عرفوا بالقتل والغدر والاقتحام قد أسسوا دولة؟




بقلم: كاتب مجهول

في قلب الصحراء الإيرانية، حيث الجبال القاحلة والرمال الممتدة، نشأت واحدة من أكثر الجماعات غموضًا وإثارة للدهشة في التاريخ: الحشاشين.

يرتبط اسم "الحشاشون" عادةً بالاغتيالات السرية والاستخدام المزعوم للحشيش. لكن وراء هذه الصورة النمطية، تكمن قصة أكثر تعقيدًا تتمحور حول مؤسسهم الماكر حسن الصباح، والإمبراطورية الخفية التي بناها.

وُلد حسن الصباح في أواخر القرن الحادي عشر في فارس، وكان طالبًا لامعًا جذبته تعاليم الفاطميين الإسماعيلية. بعد حج إلى مصر مركز الخلافة الفاطمية، عاد حسن الصباح إلى وطنه متفجرًا بالعزم على نشر عقيدته.

في عام 1090، استولى حسن الصباح على قلعة ألموت، وهي حصن جبلي حصين في جبال البرز. وأصبح هذا الحصن مركزًا لإمبراطوريته الناشئة، حيث درب أتباعه ليصبحوا قتلة شديدي الهيبة.

كان الحشاشون يُعرفون بتفانيهم الذي لا يتزعزع لحسن الصباح، وقدرتهم على اختراق أي دفاعات. ووفقًا للأساطير، كان حسن الصباح يستخدم الحشيش لخلق حالة من الذهان لدى أتباعه، مما يجعلهم أكثر استعدادًا للتضحية بأنفسهم من أجل قضيته.

لم تكن قوة الحشاشين العسكرية هي الشيء الوحيد الذي يثير الخوف، بل كان أيضًا شبكتهم الواسعة من الجواسيس والعملاء. وتمكنوا من التسلل إلى البلاط الملكي وقصور الحكام، مما أثار الرعب والذعر.

بلغت إمبراطورية الحشاشين ذروتها في القرن الثاني عشر تحت قيادة حسن الصباح وأتباعه. حكموا أجزاء كبيرة من بلاد فارس وسوريا، وكانوا قوة رئيسية في الصراعات الدائرة في المنطقة.

ومع ذلك، فإن حكم الحشاشين لم يكن من غير التحديات. فقد واجهوا معارضة شديدة من السلاجقة، الذين شنوا حملات عسكرية عديدة لإسقاطهم. وفي النهاية، تم تدمير قلعة ألموت في عام 1256، وانهارت إمبراطورية الحشاشين.

رغم سقوطهم، ترك الحشاشون إرثًا دائمًا. إن أساليبهم الماكرة ومفهومهم للنظام السري لا تزال تثير الدهشة والترهيب حتى في العصر الحديث.

وتبقى قصة حسن الصباح والحشاشين واحدة من أكثر الحكايات إثارة للفضول والأسرار في تاريخ الشرق الأوسط. إنها قصة عن القوة والخداع والإيمان التي لا تزال تلهم الخيال حتى يومنا هذا.