هل قررت وزارة التعليم مصرع مستقبل طلابنا؟
شهادة الثانوية العامة، هذا الاسم الذي يتردد في مسامعنا منذ قديم الأزل، هو البوابة التي يدخل منها الطلاب إلى مستقبلهم، فمنذ بدء النظام التعليمي في مصر وإلى وقتنا هذا لم يتغير نظام الثانوية العامة كثيرًا، ولكن مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي نعيشه حاليًا، وخصوصًا في مجال التعليم، فقد أصبح من الضروري إعادة النظر في هذا النظام.
ولكن ما الذي يدفعنا لذلك؟
أولًا: المناهج الدراسية غير مواكبة للتطورات الحالية
لا يخفى على أحد أن مناهج الثانوية العامة لم تتغير منذ سنوات طويلة، مما أدى إلى تراكم الكثير من المعلومات غير الضرورية، والتي أصبحت عائقًا أمام الطلاب في استيعاب المعلومات المهمة، بالإضافة إلى أن هذه المناهج لا تراعي التطورات التكنولوجية الحالية، ولا تُعد الطلاب لسوق العمل المتغير باستمرار.
ثانيًا: نظام الامتحانات المجحف
يعتمد نظام الثانوية العامة الحالي على امتحانات نهاية العام، والتي تكون مقياسًا وحيدًا لنجاح الطالب، وهذا النظام مجحف، لأنه لا يأخذ في الاعتبار الجهد المبذول طوال العام، كما أنه يعتمد على الحفظ والتلقين، ولا يقيس المهارات الحقيقية للطلاب.
ثالثًا: الضغط النفسي الشديد على الطلاب
يعاني طلاب الثانوية العامة من ضغط نفسي شديد، بسبب المنافسة الشديدة والمناهج الصعبة ونظام الامتحانات المجحف، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، وقد يتسبب في حالات من القلق والاكتئاب.
رابعًا: ارتفاع معدلات التسرب من التعليم
بسبب الضغوطات التي يتعرض لها طلاب الثانوية العامة، نجد أن معدلات التسرب من التعليم في هذه المرحلة مرتفعة، مما يؤدي إلى خسارة المجتمع للعديد من الكوادر الشابة المضيعة.
خامسًا: البطالة بين خريجي الثانوية العامة
على الرغم من أن شهادة الثانوية العامة تعد شرطًا أساسيًا للالتحاق بالجامعات، إلا أننا نجد أن العديد من خريجي الثانوية العامة يعانون من البطالة، وذلك بسبب عدم وجود مهارات مهنية لديهم، وعدم مواءمة خبراتهم مع متطلبات سوق العمل.
ماذا يجب أن نفعل؟
في ضوء ما سبق، يتضح لنا ضرورة إعادة النظر في نظام الثانوية العامة الحالي، والعمل على تطويره بما يتماشى مع التطورات الحالية، وفي رأيي يجب أن يشمل النظام الجديد ما يلي:
- مناهج دراسية حديثة ومتطورة تراعي التطورات التكنولوجية وتتوافق مع متطلبات سوق العمل
- نظام تقييم شامل يأخذ في الاعتبار الجهد المبذول طوال العام، ويعتمد على المهارات الحقيقية للطلاب
- توفير الدعم النفسي والإرشاد للطلاب لمساعدتهم على التعامل مع الضغوطات التي يتعرضون لها
ختامًا، فإن تطوير نظام الثانوية العامة أصبح ضرورة حتمية، وذلك لإنقاذ مستقبل طلابنا والحفاظ على ثروة بلادنا البشرية، وإعدادهم لسوق العمل المتغير باستمرار، فهل "وزارة التعليم" مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة؟
ملاحظة: هذا المقال يمثل رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر "وزارة التعليم"