ليس من طبعي افتعال المأساة او الكتابة بمشاعر انفعالية، و لكني سأتحدث اليوم عن موضوع غريب و مؤلم بعض الشيء.
قبل أيام تلقيت مكالمة من صديق لي، يخبرني فيها بوفاة ابيه و قد توجه الى منزله على الفور، و عند وصوله وجد المنزل مفتوحا، فنادى على ابيه مرتين فلم يرد عليه.
دخل صديقي المنزل وهو مرتبك و خائف، فلم يجد أباه، فظن أنه ذهب إلى المشفى او في مكان ما، لكنه تفاجأ بمجموعة من الشباب يخرجون من غرفته حاملين كومة من الملابس و الاحذية، وعندما سألهم ماذا يفعلون؟ قالوا له: "لقد توفى صاحب البيت ونحن نأخذ ملابسه لاننا فقراء".
خرج صديقي من المنزل مذهولا مما حدث و عاد إلى منزله، وبعد مرور يومين اتصل به أحد جيرانه وطلب منه أن يعود إلى منزل أبيه لانهم ضبطو مجموعة من الشباب يحاولون سرقة ما تبقى من أغراض و أثاث المنزل.
ما يحدث هو أن لصوصاً يترصدون بيوت الأموات لسرقة ما يمكنهم سرقته، فهم يسرقون من طفل فقد أباه و من أرملة فقدت زوجها و من أخ فقد أخاه.
إن ما يحدث أمر محزن و مخز و يدل على انعدام الاخلاق و القيم في مجتمعنا، فكيف يرضى هؤلاء اللصوص لأنفسهم سرقة بيوت الأموات؟ وكيف يرضون لانفسهم نهب أطفال صغار فقدوا معيلهم و أصبحوا لا حول لهم و ولا قوة؟
إنني أدعو جميع من يسرق من بيوت الأموات، أن يتقوا الله و يعودوا إلى رشدهم، و يدركوا أن ما يفعلونه حرام شرعا و أخلاقا، و أنهم سيسألون عنه يوم القيامة، حين لا ينفعهم مال ولا بنون.
كما أدعو الجميع إلى مراقبة بيوت جيرانهم و التبليغ عن أي محاولة سرقة، لأن حماية أملاك المتوفين أمانة في أعناقنا، ولا يجوز التهاون فيها.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here