هل نسرق من منازل الاموات؟




ليس من طبعي افتعال المأساة او الكتابة بمشاعر انفعالية، و لكني سأتحدث اليوم عن موضوع غريب و مؤلم بعض الشيء.
قبل أيام تلقيت مكالمة من صديق لي، يخبرني فيها بوفاة ابيه و قد توجه الى منزله على الفور، و عند وصوله وجد المنزل مفتوحا، فنادى على ابيه مرتين فلم يرد عليه.
دخل صديقي المنزل وهو مرتبك و خائف، فلم يجد أباه، فظن أنه ذهب إلى المشفى او في مكان ما، لكنه تفاجأ بمجموعة من الشباب يخرجون من غرفته حاملين كومة من الملابس و الاحذية، وعندما سألهم ماذا يفعلون؟ قالوا له: "لقد توفى صاحب البيت ونحن نأخذ ملابسه لاننا فقراء".
خرج صديقي من المنزل مذهولا مما حدث و عاد إلى منزله، وبعد مرور يومين اتصل به أحد جيرانه وطلب منه أن يعود إلى منزل أبيه لانهم ضبطو مجموعة من الشباب يحاولون سرقة ما تبقى من أغراض و أثاث المنزل.
ما يحدث هو أن لصوصاً يترصدون بيوت الأموات لسرقة ما يمكنهم سرقته، فهم يسرقون من طفل فقد أباه و من أرملة فقدت زوجها و من أخ فقد أخاه.
إن ما يحدث أمر محزن و مخز و يدل على انعدام الاخلاق و القيم في مجتمعنا، فكيف يرضى هؤلاء اللصوص لأنفسهم سرقة بيوت الأموات؟ وكيف يرضون لانفسهم نهب أطفال صغار فقدوا معيلهم و أصبحوا لا حول لهم و ولا قوة؟
إنني أدعو جميع من يسرق من بيوت الأموات، أن يتقوا الله و يعودوا إلى رشدهم، و يدركوا أن ما يفعلونه حرام شرعا و أخلاقا، و أنهم سيسألون عنه يوم القيامة، حين لا ينفعهم مال ولا بنون.
كما أدعو الجميع إلى مراقبة بيوت جيرانهم و التبليغ عن أي محاولة سرقة، لأن حماية أملاك المتوفين أمانة في أعناقنا، ولا يجوز التهاون فيها.