هند رستم.. نجمة لم تختفِ أبدًا




عندما نتحدث عن نجمات السينما المصرية القديمة، لا يمكننا أن نغفل اسم هند رستم، التي كانت تُعرف باسم "ملكة الإغراء"، فهي إحدى نجمات الزمن الجميل اللاتي لا زلن يعشن في قلوب وعقول الجمهور حتى يومنا هذا.
أحببت هند رستم بشدة، وكنت من أشد المعجبين بها، وكنت أتابع أفلامها وأقرأ عنها كل ما استطعت، فهي بالنسبة لي من أعظم الممثلات على الإطلاق، وقد تعلمت منها الكثير في حياتي.
بداياتها الفنية
ولدت هند رستم في حي محرم بك بالإسكندرية في 12 نوفمبر 1931، ونشأت في أسرة متواضعة، أحبت الفن منذ صغرها، ولكنها اضطرت إلى ترك الدراسة والعمل مبكرًا للمساعدة في إعالة أسرتها.
بدأت هند رستم مشوارها الفني عام 1949، وشاركت في العديد من الأدوار الصغيرة، حتى جاءت انطلاقتها الحقيقية عام 1954، عندما لعبت دور البطولة في فيلم "في صراع مع الحياة"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا، ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من أهم نجمات السينما المصرية.
أعمالها الفنية
قدمت هند رستم خلال مشوارها الفني أكثر من 70 فيلمًا، تنوعت فيها أدوارها بين الفتاة البريئة والمرأة القوية والراقصة المثيرة، واشتهرت بأدوارها في أفلام مثل "باب الحديد"، "شفيقة ومتولي"، "إسماعيل ياسين في السجن"، "جعلوني مجرمًا"، "صراع في الوادي"، "بداية ونهاية" وغيرها.
تميزت هند رستم بجمالها الفاتن، وجاذبيتها وأنوثتها الطاغية، وقد كانت من أكثر نجمات جيلها إثارة وإغراء، لكنها لم تعتمد على جمالها فقط، بل كانت تمتلك موهبة تمثيلية عالية قدرت أن توظفها في تجسيد مختلف الشخصيات.
حياتها الشخصية
تزوجت هند رستم مرتين، الأولى من المخرج حسن رضا، والثانية من الضابط محمد فياض، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة بسنت. كانت هند رستم زوجة مخلصة وأمًا حنونة، وقد خصصت الكثير من وقتها لابنتها وعائلتها.
اعتزلت هند رستم التمثيل عام 1979، وعاشت بعد ذلك حياة هادئة ومستقرة مع عائلتها، وكانت بعيدة عن الأضواء والكاميرات، حتى رحلت عن عالمنا في 8 أغسطس 2011، عن عمر يناهز 79 عامًا.
إرثها الفني
بعد رحيل هند رستم، خلّفت وراءها إرثًا فنيًا كبيرًا، لا يزال الجمهور يتابعه ويعشقه حتى يومنا هذا، فهي تعتبر واحدة من أهم نجمات السينما المصرية، ومن أفضل الممثلات اللاتي قدمت أدوارًا متميزة ومتنوعة.
ذكرياتي مع هند رستم
لقد كانت هند رستم واحدة من الشخصيات التي أثرت في حياتي بشكل كبير، فقد تعلمت منها الكثير عن الفن والحياة، لقد كانت امرأة قوية وواثقة من نفسها، لم ترضخ يومًا للمعايير الاجتماعية أو آراء الآخرين، وكانت تؤمن بأن للمرأة الحق في أن تعيش حياتها كما تريد.
ذات مرة، كنت أحضر حفلًا في أحد فنادق القاهرة، وفجأة رأيت هند رستم تدخل، كانت تبدو متألقة وجميلة كما كانت دائمًا، فما كان مني إلا أن ذهبت إليها وقمت بتحيةها، لقد كانت لطيفة للغاية، وتحدثنا قليلًا عن السينما والفن، ثم التقطنا صورة معًا.
أحتفظ بهذه الصورة إلى الآن، فهي تُذكرني بحب هند رستم، وإرثها الفني العظيم، وجميع الدروس التي تعلمتها منها عن الحياة والفن.