هند صبري.. حين يُجسد الفنُ الواقع




عندما يجتاح الفنُ الحياة، ويتجسّد الخيالُ حقيقة، حينها يولدُ أروع ما في الوجود. هند صبري، المرأة التي تحتفي بموروثها العربيّ، وترفعُ راية التمكين النسائيّ، وتناضلُ بقوةٍ ضد الظلم والقهر، هي مثالٌ حيّ على قدرة الفنّ على تغيير الواقع.
إنّها ابنةُ مصر، التي عاشت حياةً بين براثنِ العادات والتقاليد. وقد انعكس ذلك بشكلٍ جليٍّ في أدوارها الفنيّة، حيث لعبت أدوار نساء عربيات يكافحن في مجتمعاتٍ ذكوريّة. ومن خلال هذه الأدوار، سلَّطت هند الضوء على قضايا المرأة العربية، ودعت إلى تعليمها وتمكينها.
أذكر مشهدًا من فيلمها الشهير "أسماء"، الذي جسدت فيه شخصية أسماء فتحي، وهي أول طبيبةٍ مصرية. لقد كان مشهدًا مؤثرًا للغاية، حيث وقفت هند أمام مجلس شيوخ الأزهر تدافع عن حق المرأة في العمل، وتسعى لإسقاط القانون الذي يحظر على المرأة ممارسة الطب. لقد كان مشهدًا يبعث على التفاؤل، ويذكرنا بقوة الفنّ ودوره في الدفاع عن الحقوق.
ولم تقتصر مسيرة هند الفنيّة على تمثيل أدوار النساء اللواتي يكافحن ضد الظلم. فقد لعبت أيضًا أدوارًا كوميديّةً، أظهرت فيها موهبتها وأخلاقها العالية. ومن أشهر أدوارها الكوميديّة شخصية "هدى" في فيلم "إبراهيم الأبيض"، والتي جسدت فيها دور الزوجة الناشزة، التي تحاول بشتى الطرق أن تجعل زوجها يخنع لها.
إنّ هند صبري ليست مجرد فنانة، بل هي أيقونة نسائيّة، تناضلُ بفنّها وكلامها من أجل عالمٍ أفضل. فهي تؤمن بأنَّ الفنّ قادرٌ على تغيير الواقع، وأنَّه أداةٌ قويّةٌ لإحداث التغيير الاجتماعيّ.
وبهذا، فإنَّ هند صبري هي مثالٌ رائعٌ على قدرة الفنّ على تجسيد الواقع، والتأثير على المجتمع، والدفاع عن الحقوق. إنها امرأةٌ استطاعت أن تجعل صوتها مسموعًا، وأن تُحدث تأثيرًا إيجابيًا في حياة الكثير من النساء والرجال حول العالم.