هيثم المالح: مسيرة عمرها 90 عامًا في الدفاع عن حقوق الإنسان
أنا شخص لا يكبر في السن، لقد عشت حياة مديدة، نعم، لكنني لا أزال أتمتع بالشغف نفسه الذي كان لدي عندما بدأت حياتي المهنية في القانون منذ أكثر من 60 عامًا، أنا هيثم المالح، محامي وداعية لحقوق الإنسان، قضيت حياتي في الدفاع عن المظلومين ومحاربة الاستبداد، كما أنني أمضيت الكثير من الوقت في السجن بسبب معتقداتي.
ولدت في دمشق عام 1931، ورأيت مدينتي تتغير بشكل كبير على مر السنين، كانت ذات يوم مدينة نابضة بالحياة وتعددية، ولكنها أصبحت الآن مدينة خاضعة لسيطرة نظام ديكتاتوري قمعي، شهدت الكثير من الحروب والصراعات في حياتي، وشاهدت الكثير من المعاناة، لكنني لم أفقد أبدًا الأمل في مستقبل أفضل، لقد ناضلت من أجل حقوق الإنسان طوال حياتي وأنا عازم على الاستمرار في ذلك حتى النهاية.
انتقلت إلى القضاء عام 1958، وشغلت منصب قاضي في عدة محاكم سورية حتى عام 1963، عندما أجبرت على الاستقالة بسبب آرائي السياسية، في عام 1980، ألقي القبض علي وحكم علي بالسجن 12 عامًا بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، قضيت ست سنوات في السجن، تعرضت خلالها للتعذيب والحرمان من النوم، لكنني لم أتراجع عن معتقداتي، لقد كنت دائمًا أؤمن بسيادة القانون، وقد جعلني التعذيب أكثر تصميمًا على النضال من أجل حقوق الإنسان.
بعد إطلاق سراحي من السجن في عام 1986، واصلت العمل كمحام، دافعت عن السجناء السياسيين وقدمت المشورة القانونية لمنظمات حقوق الإنسان، كما كنت أيضًا عضوًا مؤسسًا في الرابطة السورية لحقوق الإنسان، في عام 2011، اندلعت الثورة السورية، وكنت أحد أبرز داعميها، لقد تحدثت علنًا ضد حكومة الأسد، ودعوت إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية، ونتيجة لذلك، اعتقلت مرة أخرى في عام 2012، وأفرج عني بعد شهرين، لكنني اضطررت إلى الفرار من سوريا في عام 2013، بسبب التهديدات التي تلقيتها من الحكومة.
أنا الآن أعيش في المنفى، لكنني لا أزال أواصل عملي كداعية لحقوق الإنسان، وأنا لست نادما على أي شيء فعلته، لقد كرست حياتي للدفاع عن حقوق الآخرين، وأنا فخور بما حققته، لقد شهدت الكثير من الدمار والمعاناة في حياتي، لكنني لم أفقد الأمل أبدًا، وأنا عازم على الاستمرار في النضال من أجل مستقبل أفضل لسوريا ولكل مكان به مظلومين ومقهورين.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here