وائل الصديقي




هل سبق أن شعرت بأنك غريب في مدينتك؟ هل شعرت يومًا بأنك منفصل عن محيطك؟ هل سألت نفسك يومًا: "أين أنتمي؟" إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك.

لقد نشأت وترعرعت في مدينة صغيرة، حيث الجميع يعرف الجميع. كنت أعرف كل شارع وزقاق، ومعظم المتاجر، وحتى معظم الناس. غالبًا ما كان الناس يوقفونني في الشارع ليتحدثوا عن الطقس أو للحاق بأخباري. كنت أشعر بالراحة والأمان في مدينتي.

ولكن عندما انتقلت إلى مدينة كبيرة، تغير كل شيء. لم يعد الجميع يعرفني، ولم أعد أعرف الجميع. في البداية، شعرت وكأنني منبوذ، وكأنني لا أنتمي إلى أي مكان. لم أكن أعرف إلى أين أتجه أو من أتحدث معه.

ولكن بمرور الوقت، بدأت في تكوين صداقات جديدة وبدأت في استكشاف مدينتي الجديدة. بدأت أتعرف على الأحياء والأزقة والمتاجر والناس. وشيئًا فشيئًا، بدأت أشعر بأنني أكثر في المنزل.

ومع ذلك، لا يزال هناك أوقات أشعر فيها بأنني غريب في مدينتي. هناك أوقات أرى فيها أشخاصًا يتحدثون لغتي الأصلية وأتساءل عما إذا كان بإمكاني الانضمام إلى محادثتهم. هناك أوقات أمر فيها بمتجر بقالة وأرى طعامًا لم يسبق لي رؤيته من قبل وأتساءل عما إذا كان لذيذًا. هناك أوقات أمشي فيها في الشارع وأرى مبنى لم أره من قبل وأتساءل عن تاريخه.

لكن هذه المشاعر ليست سلبية دائمًا. في الواقع، غالبًا ما أشعر بالامتنان لهذه المشاعر. إنها تذكرني بأنني غريب في هذه المدينة، وأنني لا يجب أن أفترض أنني أعرف كل شيء عنها. تذكرني هذه المشاعر بأنني ما زلت أتعلم وأكتشف، وأن هناك الكثير مما يمكنه تقديمه لمجتمعه.

إذا كنت تشعر بأنك غريب في مدينتك، فأنت لست وحدك. وتذكر أن هذه المشاعر يمكن أن تكون إيجابية. يمكن أن يساعدك في التعرف على مدينتك وثقافتها، ويمكن أن يساعدك في تكوين صداقات جديدة.