ودّية: حين يتحول الإنترنت إلى ساحة معارك!




أنا متأكد من أن الكثير منكم قد جرب هذا الشعور؛ أنت تصفح الإنترنت بسلام، ثم فجأة تظهر منشورات أو تعليقات تعبر عن آراء مختلفة عنك. في البداية، قد تحاول الرد بهدوء، محاولاً شرح وجهة نظرك. ولكن سرعان ما يتحول النقاش إلى معركة كلامية، حيث يحاول كل طرف إثبات صحة موقفه.
يُعرف هذا السلوك بـ"العدائية" وهو أحد أكبر المشكلات التي تواجه مستخدمي الإنترنت اليوم. ويمكن أن تحدث "العدائية" في أي مكان، بدءًا من مواقع التواصل الاجتماعي إلى منتديات المناقشة. ولكن لماذا يصبح الناس عدائيين على الإنترنت؟
هناك عدة عوامل تساهم في "العدائية" على الإنترنت، منها:
* إخفاء الهوية: عندما لا نضطر إلى الكشف عن هويتنا، يمكن أن نصبح أكثر جرأة في التعبير عن آرائنا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سلوك عدواني، لأننا لا نشعر بأي عواقب لتصرفاتنا.
* القطبية: تميل خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي إلى تصنيف الأشخاص بناءً على آرائهم. ويمكن أن يؤدي هذا إلى إنشاء غرف صدى، حيث يكون الناس محاطين فقط بأشخاص يشاركونهم نفس الآراء. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الآراء المتطرفة والعدائية.
* التحيز الإعلامي: يمكن أيضًا لوسائل الإعلام أن تلعب دورًا في "العدائية" على الإنترنت، من خلال نشر محتوى مثير للجدل أو متحيز. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين الأشخاص الذين لديهم آراء مختلفة.
فما هي عواقب "العدائية" على الإنترنت؟
يمكن أن تؤدي "العدائية" على الإنترنت إلى عدد من العواقب السلبية، منها:
* زيادة الاستقطاب: يمكن أن تؤدي "العدائية" إلى زيادة الاستقطاب بين الناس ذوي الآراء المختلفة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى انقسام مجتمعي وتوتر.
* تثبيط التعبير عن الرأي: يمكن أن تؤدي "العدائية" إلى تثبيط الأشخاص عن التعبير عن آرائهم، خوفًا من التعرض للهجوم أو الانتقاد. وهذا يمكن أن يخنق النقاش العام ويمنع الناس من مشاركة أفكارهم.
* زيادة التوتر: يمكن أن تؤدي "العدائية" إلى زيادة التوتر والقلق بين الناس. وهذا يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية، ويجعل من الصعب على الناس التواصل مع الآخرين.
فما الذي يمكننا فعله لمعالجة مشكلة "العدائية" على الإنترنت؟
هناك عدد من الأشياء التي يمكننا القيام بها لمعالجة مشكلة "العدائية" على الإنترنت، منها:
* أن نكون أكثر لطفًا: يمكن أن يكون التعامل بلطف مع الآخرين أحيانًا بمثابة حاجز لـ"العدائية". بدلًا من الهجوم الشخصي على شخص ما، حاول فهم وجهة نظره.
* الموافقة على الاختلاف: ليس علينا أن نتفق مع آراء الجميع، ولكن يمكننا أن نحترم حقهم في التعبير عن تلك الآراء. فلنحاول أن نكون أكثر تسامحًا مع آراء الآخرين، حتى لو لم نتفق معها.
* الإبلاغ عن البلطجة: إذا رأيت شخصًا يتعرض للتنمر على الإنترنت، قم بالإبلاغ عنه. لا تتسامح مع البلطجة، لأن هذا يشجع الآخرين على الاستمرار في هذا السلوك.