وزارة التجارة.. كنت أنا الموظف الذي يعمل فيها وها أنا الزبون!




طوال سنوات عملي بوزارة التجارة، كنت أرى المواطنين يتعاملون مع الوزارة من خلال موظفيها، يحاول كل منهم أن ينهي مهمته بسرعة بدون أي تأخير، وكان كل همي آنذاك أداء عملي على أكمل وجه دون النظر إلى ظروف المواطن.
ولكن القدر شاء أن أترك العمل بالوزارة وأن أكون أحد المتعاملين معها كمواطن، وصدقوني تغيرت أفكاري تمامًا، وأدركت التقصير الذي كنت أمر به في عملي السابق.
فقد مررت بتجربة قاسية للغاية عندما أردت استخراج بطاقة تموينية، حيث استغرق الأمر مني أكثر من شهر كامل، وتنقلت بين أكثر من مكان، وفي كل مرة كنت أواجه موظفًا لا يريد أن يقدم إلي أي مساعدة، وكأنه هو من يدفع ثمن هذه البطاقة من جيبه.
وذات مرة، ذهبت إلى وزارة التجارة لتقديم شكوى على أحد منافذ البيع التابعة للوزارة بسبب بيعه مواد غذائية منتهية الصلاحية، فإذا بالموظف المختص يخبرني أن هذا ليس من اختصاص الوزارة، وعليّ أن أتوجه إلى وزارة الصحة!
في تلك اللحظة، أدركت حجم المعاناة التي يتعرض لها المواطنون على أيدي بعض موظفي وزارة التجارة، وأن الإهمال وعدم المبالاة هما السمة الغالبة في تعامل الموظفين مع المواطنين.
وأستغرب حقًا كيف يمكن لموظف في وزارة التجارة أن يتجاهل شكوى مواطن عن بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية، ألا يخاف هذا الموظف من أن يتسبب ذلك في تسمم المواطنين؟
إنني أدعو وزير التجارة وكل المسؤولين في الوزارة إلى إعادة النظر في آلية التعامل مع المواطنين، وأن يضعوا في اعتبارهم أن مهمتهم الأساسية هي خدمة المواطن وليس التضييق عليه.
كما أدعو جميع الموظفين في الوزارة إلى مراجعة أنفسهم وأن يتعاملوا مع المواطنين كما يحبون أن يتم التعامل معهم، فالمواطن لا يستحق كل هذا الإهمال وعدم الاحترام.
وختامًا، أتمنى أن تكون تجربتي هذه درسًا لكل موظف في وزارة التجارة، وأن يدرك الجميع أن خدمة المواطن هي أسمى رسالة يمكن أن يحملها موظف عام.