"إن الحج إلى بيت الله الحرام هو فريضة على الذين استطاعوا إليه سبيلاً".. آيات عطرة في القرآن الكريم رسمت في نفوس المسلمين شوقًا عظيمًا إلى زيارة مهبط الوحي، وموطن الرسالة ال.
ما من مسلمٍ إلا وقد تبادر إلى ذهنه حلمًا غاليًا بزيارة "الحرمان الشريفين"، فلم يكن بدون حكمةٍ أن اختار الخالق تعالى أطهر بقاع الأرض لتكون قبلة المسلمين في صلواتهم، ومزارهم المقدس في حجهم وعمرتهم.
وإن كانت هذه الفريضة ركنًا من أركان الإسلام، فإنها على مستوى وزارة الحج والعمرة تمثل مسؤوليةً عظيمةً تتخطى الجانب الديني لتطال كلَّ جوانب حياة ضيوف الرحمن.
وزارة الحج والعمرة.. عناية حثيثة بحجاج بيت الله
لطالما كانت مناسك الحج والعمرة على قمة أولويات حكومة المملكة العربية السعودية، فمنذ تأسيس وزارة الحج والعمرة في عام 1427هـ، ومن ثم إعادة هيكلتها في عام 1436هـ، تشهد هذه الوزارة، بقيادة معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة، تطورًا متسارعًا في كل المجالات.
وتقول الدكتورة هيفاء الجهني، المتحدثة باسم وزارة الحج والعمرة: "إن الوزارة تنفذ العديد من المبادرات والخدمات لتسهيل مناسك الحج والعمرة، وتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وذلك بالاعتماد على أحدث التقنيات الرقمية".
ومن أبرز مبادرات الوزارة: * إطلاق منصة "نسك"؛ وهي منصة إلكترونية شاملة تقدم جميع الخدمات المتعلقة بالحج والعمرة، من التسجيل واختيار البرامج، إلى الدفع الإلكتروني ومتابعة الإجراءات. * مبادرة "هرمة"؛ وهي مبادرة رائدة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفر خدمات الرعاية الطبية والإرشاد لهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة. * مبادرة "طريق مكة"؛ وهي منصة إلكترونية لتسهيل وإثراء رحلة الحجاج والمعتمرين قبل الوصول إلى المملكة العربية السعودية، حيث توفر المعلومات والخدمات اللازمة لتنظيم الرحلة.
تطوير البنى التحتية.. ضمان الراحة والسلامة
لا يقتصر دور وزارة الحج والعمرة على تقديم الخدمات الإلكترونية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تطوير البنى التحتية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لضمان راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
ففي مكة المكرمة، تشرف الوزارة على مشروع توسعة المسجد الحرام، الذي يهدف إلى زيادة قدرة المسجد الاستيعابية لاستقبال المزيد من الحجاج والمعتمرين، مع الحفاظ على الهوية المعمارية والتراثية للمسجد.
وفي المدينة المنورة، تنفذ الوزارة مشروع تطوير المنطقة المركزية، الذي يهدف إلى توسيع المسجد النبوي الشريف وزيادة قدرته الاستيعابية، مع الحفاظ على التراث الإسلامي للمدينة.
رحلة الحج.. تجربة روحية لا تُنسى
بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الحج والعمرة، فإن رحلة الحج والعمرة لا تزال تجربة روحية لا تُنسى، يتوق إليها المسلمون في كل أنحاء العالم.
يقول الحاج عبد الله الأحمدي، الذي أدى مناسك الحج قبل عامين: "الحج تجربة غيرت حياتي، لا أستطيع وصف المشاعر التي انتابتني عندما رأيت الكعبة لأول مرة، شعرت بأنني ضيف الرحمن، وأنه قبلني ورحب بي في بيته الحرام".
وتضيف الحاجة فاطمة محمد: "العمرة فرصة للتوبة والعودة إلى الله، أثناء الاعتكاف في المسجد الحرام، أشعر بقربٍ كبير من المولى عز وجل، كما أتعرف على نساءٍ صالحاتٍ من ثقافات مختلفة، وهذا يثري روحي ويمدني بالطاقة الإيجابية".
رسالة نبيلة.. خدمة ضيوف الرحمن
إن رسالة وزارة الحج والعمرة هي رسالة نبيلة، تحمل معها شرف خدمة ضيوف الرحمن الذين قدموا من كل أنحاء العالم لزيارة بيت الله الحرام.
وتقول الدكتورة الجهني: "نحن في وزارة الحج والعمرة ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وأننا نخدم ضيوف الرحمن، وهذا شرف عظيم لنا".
وتضيف: "نعمل كل يوم على تحسين خدماتنا وتطويرها، لنوفر لضيوف الرحمن تجربة حج وعمرة مريحة وميسرة، تليق بمكانة هذا البيت العظيم".
دعوة لكل مسلم.. اغتنم الفرصة
إذا كنت مسلمًا وتستطيع أداء مناسك الحج أو العمرة، فلا تؤجلها، اغتنم الفرصة وقم بالتسجيل من خلال منصة "نسك" الإلكترونية.
فالحج والعمرة فريضة عظيمة ذات أجر كبير، وعمرة في رمضان تعادل حجة، كما أنها فرصة للتوبة والعودة إلى الله، واكتساب الخبرات الروحية التي من شأنها تغيير حياتك إلى الأبد.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here