وزير التعليم العالي




هل التعليم العالي حق أم سلعة؟ وما هي مسؤولية الدولة تجاه التعليم العالي ؟ وهل التعليم العالي هو الطريق الوحيد للنجاح؟
هذه الأسئلة تدور في أذهان الكثير من الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعد أزمة انتشار فيروس كورونا، الذي قلب الموازين في كل مناحي الحياة، ومنها التعليم العالي.
وما بين مطالب بتخفيض مصروفات التعليم العالي وجعله مجاني، ومطالب أخري برفع المنح الدراسية للطلاب، تظل أزمة التعليم العالي في مصر قائمة، ويكتفي المسؤولين بتطمينات لن ولم تنفذ.
التعليم العالي بين المتاح والمطلوب
يواجه التعليم العالي في مصر تحديات عديدة، منها نقص التمويل الحكومي، انخفاض جودة التعليم، وارتفاع تكلفة التعليم العالي.
وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2020، فإن مصر تنفق نسبة 2.7% فقط من ناتجها القومي الإجمالي على التعليم، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالبلدان الأخرى ذات الدخل المتوسط.
كما أن جودة التعليم العالي في مصر متدنية، حيث تحتل مصر المرتبة 131 من بين 144 دولة في مؤشر جودة التعليم العالي QS العالمي لعام 2023.
فضلا عن ذلك، فإن تكلفة التعليم العالي في مصر مرتفعة، مما يجعل من الصعب على الطلاب من الأسر الفقيرة الالتحاق بالجامعات.

وأشار تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن 76.4% من طلاب الجامعات الخاصة يدفعون مصروفات دراسية تتجاوز 20 ألف جنيه سنويا، بينما تتراوح مصروفات 10.1% من الطلاب بين 50 و100 ألف جنيه سنويا.
مسؤولية الدولة تجاه التعليم العالي
تقع على عاتق الدولة مسؤولية ضمان حصول جميع مواطنيها على تعليم عال جيد. وهذا يعني توفير تمويل كاف للجامعات، وضمان جودة التعليم، وجعل التعليم العالي في متناول الجميع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.
ويجب أن تشمل هذه المسؤولية أيضا توفير منح دراسية للطلاب من الأسر الفقيرة، وإنشاء برامج منح قروض ميسرة للطلاب من ذوي الدخل المحدود.

التعليم العالي والطريق للنجاح

يُنظر إلى التعليم العالي بشكل متزايد على أنه الطريق الوحيد للنجاح. وهذا الأمر يخلق ضغط كبير على الطلاب وأولياء الأمور، الذين يشعرون أنهم مضطرون لتحمل ديون كبيرة من أجل الحصول على شهادة جامعية.
وفي الواقع، فإن التعليم العالي ليس هو الطريق الوحيد للنجاح، فهناك العديد من المسارات المهنية الأخرى التي لا تتطلب درجة جامعية.
ويجب أن تشجع المدارس والجامعات الطلاب على استكشاف جميع خياراتهم، بما في ذلك المسارات المهنية والتقنية. ويجب على الآباء أيضا أن يساعدوا أبناءهم على فهم أن التعليم العالي ليس هو الخيار الوحيد المتاح.

وفي الختام، فإن التعليم العالي في مصر يواجه تحديات عديدة، لكنه يظل أمرا حيويا لتنمية البلاد. ويجب على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في ضمان حصول جميع مواطنيها على تعليم عال جيد، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

ويجب على الآباء والطلاب أيضا أن يفهموا أن التعليم العالي ليس هو الطريق الوحيد للنجاح، وأن هناك العديد من المسارات المهنية الأخرى التي لا تتطلب درجة جامعية.