وليد جنبلاط: أمير الجبل الذي تمرد على إقطاعيته




وليد جنبلاط، أمير الجبل ووريث عائلة جنبلاط العريقة، شخصية لبنانية استثنائية تركت بصمة لا تمحى في تاريخ لبنان المعاصر.
اشتهر جنبلاط بنهجه السياسي المستقل والانتهازي، فقد تحالف مع أطراف مختلفة في الحرب الأهلية اللبنانية، بما في ذلك الميليشيات الفلسطينية ولاحقًا القوات السورية، قبل أن ينضم في النهاية إلى قوى 14 آذار المناهضة لسوريا.
أخذ جنبلاط على عاتقه مهمة توحيد الطائفة الدرزية، وأنشأ الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تحول إلى أقوى حزب سياسي درزي في لبنان.
في العام 2005، بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، لعب جنبلاط دورًا رئيسيًا في ثورة الأرز التي أجبرت القوات السورية على الانسحاب من لبنان.
اشتهر جنبلاط أيضًا بثقافته الواسعة وكتاباته الغزيرة. وقد نشر العديد من الكتب والمقالات حول السياسة والفلسفة والتاريخ.
ظل جنبلاط شخصية مثيرة للجدل طوال حياته السياسية. واجه اتهامات بالانتهازية والمبالغة في تقدير نفسه، لكنه نال أيضًا الاحترام لشجاعته واستقلاليته.
في العام 2018، أعلن جنبلاط تنحيه عن منصب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وسلم القيادة لابنه تيمور.
توفي جنبلاط في العام 2021 عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا سياسيًا معقدًا وإنسانيًا استثنائيًا.