وليد دقة: حلمٌ فلسطينيٌّ في زمن الهزيمة




في ليلة ظلماء، حيث تسللت أنفاس الخريف الباردة من خلال النوافذ المشقوقة، وحيث كانت الأمطار تهبط بغزارة على السطوح، كان وليد دقة جالسًا في زنزانته الضيقة، يحملق في الفراغ. كان وحدَه مع أفكاره، يراجع ماضيه ويحلم بمستقبله.

من لاجئٍ إلى أسيرٍ

وُلِد وليد في العام 1951 في قرية عراق المنشية الفلسطينية، لكنه أُجبِر على النزوح مع أسرته إلى الأردن بعد نكبة عام 1948. وعندما كان طفلاً يبلغ من العمر تسع سنوات، عادت أسرته إلى القرية، لكنهم لم يُسمح لهم بالبقاء. فاستقرّوا في مدينة طولكرم، حيث التحق وليد بالمدرسة وبدأ في تطوير وعيه السياسي.

الانضمام إلى المقاومة

في عام 1968، انضم وليد إلى حركة فتح، وكان عمره آنذاك 17 عامًا. وقد شارك في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي عام 1976، أُلقي القبض عليه وحُكِم عليه بالسجن مدى الحياة.

الحياة خلف القضبان

قضى وليد أكثر من 45 عامًا في السجن، وتعرّض خلالها للتعذيب والإهمال الطبيّ. لكنه، رغم ذلك، لم ييأس قط. درس التاريخ والفلسفة وشارك في العديد من برامج التعليم. وأصبح وليد نموذجًا لروح الصمود الفلسطينية، حيث قاد العديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجًا على الظروف غير الإنسانية في السجون الإسرائيلية.

أمل في الحرية

على الرغم من السنوات الطويلة التي قضاها خلف القضبان، حافظ وليد على الأمل في الحرية. فقد آمن بأن القضية الفلسطينية، ومهما طال الزمن، ستنتصر في النهاية. وفي عام 2022، تم الإفراج عنه من السجن في إطار صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس.

حلمٌ فلسطينيٌّ

يمثل وليد دقة حلمًا فلسطينيًّا في زمن الهزيمة. فعلى الرغم من المعاناة والألم التي مر بها، فقد ظلّ متمسكًا بحقوق شعبه في الحرية والعدالة. قصة وليد هي قصة أمل وصمود، وهي بمثابة تذكير بأن النضال من أجل فلسطين سيستمر حتى يتحقّق النصر.

دعوة إلى العمل

إن قصة وليد دقة هي دعوة إلى العمل. إننا بحاجة إلى مواصلة دعم الأسرى الفلسطينيين ودعوة إسرائيل إلى تحمّل مسؤولية انتهاكاتها لحقوق الإنسان. ولن يرتاح لنا بالٌ حتى يتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين ونيل الشعب الفلسطيني حريته كاملة.