ياسين البحيري: رحلة قلم يخطّ الحس الإنساني بروح مصرية أصيلة




في عمق مصر، حيث تتناغم ألحان النيل مع رنين أصوات الفلاحين، وحيث تتنفس الأصالة في كل زاوية، هناك كاتب مصري، ياسين البحيري، يخط بقلمه لوحات إنسانية مفعمة بكل معاني الحياة.

قصص من ضفاف النيل

بصوت ناعم يحمل بين ثناياه نبرات أصيلة، يحكي البحيري قصصه من ضفاف النيل، ويستحضر شخصياته من بين أبناء وطنه البسطاء. في روايته "حكايات العشاق"، يصطحبنا إلى عالم تسوده العادات والتقاليد، حيث يصارع الحب رغبات المجتمع. أما في "شمس الصعايدة"، فيرسم صورة حية لصمود أبناء جنوب مصر في وجه تحديات الحياة القاسية.

روح مصرية أصيلة

في كل ما يكتبه البحيري، تتجلى روح مصرية خالصة. فهو يكتب عن قيم العائلة والصداقة والشرف، وعن حب الوطن الذي يفيض من كلماته. في روايته "ثورة الفلاحين"، يستكشف نضال المزارعين ضد الظلم والاستغلال، مستنيرًا بمبادئ ثورة 25 يناير التي كان شاهداً عليها.

حوار مع الماضي والحاضر

وحول سؤال يتعلق بطريقة كتابته المتميزة، يجيب البحيري: "أنا أحاور الماضي وأتطلع إلى الحاضر. أحاول أن أفهم جذورنا وأطمح لمستقبل أفضل لبلدي." ويشير إلى أن قراءاته الموسعة في الأدب المصري والعالمي، بالإضافة إلى تجاربه الشخصية، كانت مصدر إلهام غزير لكتاباته.

لغة بسيطة وحميمة

تتميز لغة البحيري بسلاستها ودفئها. فهو يخاطب القارئ بلغته الخاصة، وكأنما يتحاور معه حول أمور الحياة اليومية. وتقول إحدى قراء رواياته: "أشعر أن ياسين البحيري صديق يحكي لي قصصاً من قلبه إلى قلبي."

الارتقاء بالذوق العام

يؤمن البحيري بشدة بدور الأدب في الارتقاء بالذوق العام. ويقول: "أنشر الوعي وثقافة القراءة بين الناس. أريد أن أجعل المجتمع متعطشًا للمعرفة والفن والثقافة." ومن خلال منصبه ككاتب عمود في إحدى الصحف، يستخدم البحيري منبره للتعليق على القضايا الاجتماعية والثقافية المعاصرة، مما يساهم في الحوار المجتمعي.

راوي الحكايات المصرية

ياسين البحيري هو راوي حكايات مصرية بامتياز. إنه يخلد تاريخنا وقيمنا وثقافتنا من خلال كلماته. إنه صوت أصيل ينطلق من قلب مصر، ويحمل بين ثناياه نبض شعبها وهمومهم وتطلعاتهم.
في ختام حديثه، يقول البحيري: "أريد أن تكون كتاباتي نوافذ منيرة على مجتمعنا. أريد أن ألهم القراء وأجعلهم يفكرون ويتأملون. أريد أن أترك بصمة إيجابية في نفوسهم."
وبما أن قلم ياسين البحيري لا يزال يسطر حكايات مصر، فإننا نترقب بفارغ الصبر ما تخبئه لنا كلماته من سحر وإلهام.