يا جبال يا أبو جبل.. قصة شاب حارب الفوضى




ابو جبل

يسير أبو جبل بين الأمتعة المبعثرة في مطار القاهرة، باحثًا عن حقيبته بين مئات الحقائب المتراكمة، في مشهد يعكس تمامًا حالة الفوضى التي نعيشها في كل مكان، وفي كل وقت.

فمصر التي صنعها المصريون عبر آلاف السنين، والذين بنوا حضارة عظيمة أدهشت العالم، تعاني اليوم من مشكلة مزمنة في التنظيم والنظام، حتى وصلت إلى حد الأزمة في كثير من الأحيان، وأصبحت الفوضى سمة أساسية في حياتنا اليومية.

يشعر أبو جبل بالغضب وهو يرى الحقائب المكدسة في كل مكان، ويشعر بالعجز وهو يحاول إيجاد حقيبته بين هذا الكم الهائل من الفوضى، ويتساءل: "إلى متى سنظل نعاني من هذه المشكلة؟ إلى متى ستظل الفوضى تتحكم في حياتنا؟".

لقد قرر أبو جبل أن يحارب الفوضى، وأن يواجهها بكل ما أوتي من قوة، لقد قرر أن يصنع تغييرًا، ولو كان صغيرًا، في هذا العالم المليء بالفوضى.

بدأ أبو جبل في ترتيب حقيبته بعناية، ووضع كل شيء في مكانه، واستغل الوقت الذي قضاه في الانتظار في ترتيب الحقائب المحيطة به، وسرعان ما انتشر النظام والترتيب في تلك الزاوية الصغيرة من المطار.

لاحظ الناس ما يفعله أبو جبل، وأعجبوا بفكرته، وبدأوا في مساعدته، وفي غضون ساعات قليلة، تحولت تلك الزاوية الصغيرة إلى واحة من النظام وسط بحر من الفوضى.

كان أبو جبل سعيدًا للغاية بما حققه، وشعر بأنه قد حقق نصرًا صغيرًا في حربه ضد الفوضى، وأدرك أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، من أنفسنا، ومن أفعالنا الصغيرة.
  • منذ ذلك اليوم، أصبح أبو جبل معروفًا باسم "محارب الفوضى"، ومنذ ذلك اليوم، قرر أن يكرس حياته لمحاربة الفوضى أينما وجدت.
  • بدأ أبو جبل في تنظيم حملات تطوعية لتنظيف الشوارع والحدائق، وبدأ في إعطاء محاضرات وورش عمل عن أهمية النظام والترتيب، وسرعان ما انضم إليه آلاف الأشخاص الذين آمنوا برسالته.
  • حركة محاربة الفوضى التي قادها أبو جبل انتشرت بسرعة في جميع أنحاء مصر، وبدأت تظهر نتائجها في كل مكان، وأصبحت الشوارع أكثر نظافة، والحدائق أكثر جمالًا، والمكاتب أكثر تنظيمًا، والمدارس أكثر فاعلية.
ونجح أبو جبل في النهاية في تحقيق هدفه، فقد حارب الفوضى، وفاز عليها، لقد صنع تغييرًا حقيقيًا في العالم، ولو كان صغيرًا، لقد جعل العالم أفضل مكانًا للعيش فيه.

إن أبو جبل ليس الشخصية الوحيدة التي تقاتل الفوضى، فهناك الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يكرسون حياتهم لمحاربة الفوضى، ويحاولون جعل العالم مكانًا أفضل.

إذا كنت ترغب في الانضمام إلى حركة محاربة الفوضى، فابدأ من نفسك، من منزلك، من مكتبك، من مدرستك، من حيك، من مدينتك، ابدأ في إحداث تغيير صغير، ولو كان صغيرًا، وسترى كيف ينتشر هذا التغيير بسرعة.

وإذا عملنا جميعًا معًا، فيمكننا التغلب على الفوضى، ويمكننا جعل العالم مكانًا أفضل للعيش فيه.

فلنكن جميعًا مثل أبو جبل، محاربي الفوضى، ولنصنع عالمًا أكثر نظامًا وترتيبًا، عالمًا أفضل لنا جميعًا.

فالفوضى ليست قدرًا، بل هي اختيار، والفوضى ليست قوة، بل هي ضعف، والفوضى ليست حتمية، بل هي إمكانية، والفوضى ليست أبدية، بل هي مؤقتة.
والمستقبل لنا، إذا اخترنا النظام والترتيب، إذا اخترنا القوة والفاعلية، إذا اخترنا الأمل والتفاؤل، إذا اخترنا أن نكون محاربي الفوضى.

فيا جبال يا أبو جبل، يا من حاربت الفوضى وجعلت العالم مكانًا أفضل، شكرًا لك، فبفضلك تعلمنا أن الفوضى ليست قدرًا، وأن النظام والترتيب هما خيارنا.