يحيى السنوار أحد الشخصيات البارزة في عالم السياسة الفلسطينية, كانت حياته مليئة بالأحداث التي شكلت مستقبل فلسطين وحركوا أحداثها, ولعل من أبرز أحداث حياته حادثة اغتياله التي هزت العالم عام 2024.
وُلد يحيى السنوار عام 1962, في حي الزيتون بمدينة غزة، ونشأ في أسرة فلسطينية محافظة, وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا), حيث أكمل دراسته الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية للبنين.
التحق السنوار بجامعة الأزهر في غزة, لدراسة الشريعة الإسلامية, وهناك انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس", وتدرج في صفوفها حتى أصبح من أبرز قياداتها.
قبل انضمامه إلى حركة حماس, كان السنوار ناشطًا سياسيًا منذ صغره, فقد انضم إلى حركة فتح وهو طالب في المدرسة الثانوية, وشارك في العديد من المسيرات والمظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وفي عام 1982, اعتقل السنوار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة فتح, وخلال فترة سجنه تعرض للتعذيب الشديد, مما ترك أثرًا كبيرًا في نفسه.
بعد الإفراج عنه من السجن, انضم السنوار إلى حركة حماس, وسرعان ما أصبح أحد أبرز قياداتها, حيث انتخب نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة في عام 2017.
وفي عام 2024, تولى السنوار رئاسة المكتب السياسي لحماس, بعد اغتيال رئيس الحركة السابق إسماعيل هنية, وخلال فترة رئاسته, قاد الحركة في العديد من الأحداث والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.
في 16 أكتوبر 2024, اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي يحيى السنوار في منزله في حي الشجاعية بمدينة غزة, وقد أثار اغتياله غضبًا شديدًا في الأراضي الفلسطينية والعالم العربي والإسلامي.
وجاء اغتيال السنوار في إطار عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة, والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام, وأسفرت عن استشهاد العشرات من الفلسطينيين.
أثار اغتيال يحيى السنوار ردود فعل غاضبة من جميع أنحاء العالم, حيث نددت به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية والإسلامية.
وأعلنت حركة حماس الحداد على السنوار لمدة ثلاثة أيام, ووعدت بالانتقام لمقتله, كما دعت إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وخرجت في العديد من المدن الفلسطينية والعربية مظاهرات غاضبة منددة باغتيال السنوار, ومطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
ترك يحيى السنوار إرثًا كبيرًا في حركة حماس وفي تاريخ النضال الفلسطيني, فقد كان أحد أبرز قادة الحركة, وقادها في العديد من الأحداث والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.
كما كان السنوار من أشد المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني, ودعا باستمرار إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
ويُعتبر اغتيال السنوار خسارة كبيرة لحركة حماس وللشعب الفلسطيني, حيث فقدت الحركة أحد أبرز قادتها, وفقد الشعب الفلسطيني أحد أشد المدافعين عن حقوقه.