يعتبر نظام التعليم الأساسي هو الركن الرئيسي في بناء المنظومة التعليمية، ويعد الأساس الذي يُبنى عليه باقي مراحل التعليم المختلفة، فهو المرحلة الأولى والمعنية بتأسيس الطالب علمياً وتربوياً، وهو الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها شخصية الفرد.
يرتكز التعليم الأساسي على مبادئ وقيم أساسية تسعى إلى تنمية شخصية الطالب، فتهدف إلى تنمية مهاراته المعرفية والعقلية والجسمية والوجدانية، ليكون قادراً على التعلم المستمر واكتساب المهارات والمعارف، وينطلق التعليم الأساسي من أن لكل طالب الحق في التعليم دون تمييز، وبالتالي فهو حق مكفول لجميع الأطفال والشباب، ويجب أن يكون متاحاً بجودة عالية لجميع الطلاب، بهدف ضمان حصولهم على المعارف والمهارات اللازمة لمرحلة التعليم الثانوي وما بعدها.
يتضمن نظام التعليم الأساسي مواد دراسية أساسية مختلفة، حيث يدرس الطلاب مواد رئيسية مثل اللغة العربية والرياضيات والعلوم والتاريخ والجغرافيا والتربية الدينية والتربية الفنية، بالإضافة إلى مواد أخرى تختلف حسب المرحلة الدراسية، ويهدف النظام التعليمي الأساسي إلى تزويد الطلاب بمجموعة من المهارات والمعارف الأساسية التي تمكنهم من مواصلة تعليمهم في المراحل التعليمية اللاحقة، كما يهدف إلى تنمية مهاراتهم العقلية والإبداعية والابتكارية، ومساعدتهم على بناء علاقات اجتماعية إيجابية، وتعزيز قيم المواطنة والإنسانية لديهم.
يواجه نظام التعليم الأساسي حالياً العديد من التحديات، والتي ترتبط بنوعية التعليم المقدمة، ومستوى التحصيل الدراسي للطلاب، والكفاءة والفعالية في المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بتدريب المعلمين وتطوير المناهج الدراسية، الأمر الذي يتطلب العمل على إيجاد حلول لهذه التحديات، وذلك من خلال الاستثمار في التعليم، وتعزيز دور المعلم، وتطوير المناهج الدراسية والوسائل التعليمية، وتحسين بيئة التعلم، ودمج التكنولوجيا في العملية التعليمية.
من الضروري أن يتم تطوير نظام التعليم الأساسي بشكل مستمر، وذلك من أجل تلبية احتياجات العصر، ولضمان حصول جميع الطلاب على تعليم جيد ومتميز، مما يتطلب من جميع الأطراف ذات الصلة العمل معاً، ومن بين هذه الأطراف أولياء الأمور، والمعلمين، والمدارس، والمسؤولين عن وضع السياسات التعليمية، ومن خلال التعاون والعمل الجاد، يمكننا بناء نظام تعليم أساسي قوي وفعال، يساهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.