في العاشر من محرم، يحل علينا ذكرى يوم عاشوراء، اليوم الذي شهد واحدة من أكثر المعارك بطولة وتضحية وفداء في تاريخ الإسلام. معركة كربلاء، حيث وقف الإمام الحسين وأصحابه في وجه جيش يزيد بن معاوية، دفاعًا عن مبادئهم وقيمهم.
يوم عاشوراء ليس مجرد يوم حداد وعزاء، بل هو يوم لاستلهام الدروس والعبر من بطولة الإمام الحسين وأصحابه. دروس في الصمود والثبات في وجه الظلم والطغيان، وفي التضحية بالنفس من أجل الحق والعدالة.
ولكن ما الذي حدث في كربلاء؟ وما هي أسباب هذه المعركة العظيمة؟
بدأت أحداث كربلاء عندما أرسل يزيد بن معاوية إلى الحسين وطلب منه مبايعته خليفة على المسلمين. رفض الحسين ذلك، لأنه رأى في ذلك خروجًا عن مبادئ الإسلام وتعاليم جده المصطفى صلى الله عليه وسلم.
حشد يزيد جيشًا ضخمًا وسار لمواجهة الحسين، الذي كان قد خرج من مكة المكرمة متجهًا إلى الكوفة يستجيب لطلب أهلها. لكن جيش يزيد اعترض طريقه في كربلاء، وحاصره لمدة عشرة أيام.
حاول الحسين مرارًا تجنب القتال، لكن جيش يزيد أصر على قتله هو وأصحابه. وفي يوم عاشوراء، وقعت معركة ضارية استشهد فيها الحسين وأصحابه، البالغ عددهم 72 رجلاً.
قتل الحسين في كربلاء، لكن مبادئه وقيمه لم تمت معه. بل ظلت حيّة وخالدة، وتستمر في إلهام الناس في كل زمان ومكان. يوم عاشوراء هو يوم لتذكر بطولة الحسين وتضحيته، وهو يوم للوقوف في وجه الظلم والطغيان، والدفاع عن الحق والعدالة.
إن ذكرى يوم عاشوراء لا تقتصر على المسلمين الشيعة فقط، بل هي ذكرى لجميع المسلمين، وجميع الذين يؤمنون بالحق والعدالة. إنها ذكرى لما يمكن أن تحققه القلة التي تقف في وجه الظلم، وما يمكن أن تحدثه من تغيير حتى لو انتهت بالشهادة.
ففي يوم عاشوراء، دعونا نستلهم الدروس والعبر من بطولة الحسين وأصحابه، ولنقف في وجه الظلم والطغيان، ولندافع عن الحق والعدالة، حتى نجعل عالمنا مكانًا أفضل.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here