في مثل هذا اليوم، قبل أكثر من عقدين، حدث أمرٌ هزّ العالم بأسره وغيّر مجرى التاريخ إلى الأبد. يوم 11 سبتمبر، يومٌ أسود في تاريخ الإنسانية، يومٌ استيقظ فيه العالم على كوابيس الإرهاب والعنف الأعمى.
كان ذلك اليوم المشؤوم عندما استيقظت مدينة نيويورك على مشهد مرعب، حيث اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي، ما أدى إلى انهيارهما ودفن الآلاف من الأرواح البريئة تحت الأنقاض. ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد ضربت طائرة أخرى مبنى البنتاغون، في حين تحطمت طائرة رابعة في حقل مفتوح بعد مقاومة شجاعة من الركاب.
في تلك اللحظة، لم يكن الأمر مجرد هجوم على الولايات المتحدة، بل كان هجومًا على الإنسانية جمعاء. كان هجومًا على القيم التي نعتز بها، على السلام والحرية والتسامح. وتسببت الهجمات في مقتل ما يقرب من 3000 شخص من 93 دولة، تاركة وراءها جروحًا عميقة وألمًا لا يطاق لأحبائهم.
في أعقاب هذه المأساة المروعة، تضافرت دول العالم معًا للتنديد بالإرهاب وتعهدت بمحاربة قوى الشر التي تقف وراء هذه الأعمال الوحشية. لكنّ ما حدث في 11 سبتمبر لم يكن مجرد يومًا أسودًا في التاريخ، بل كان أيضًا بداية مرحلة جديدة لشرور العالم.
أشعلت أحداث 11 سبتمبر فتيل الصراع ضد الإرهاب، لكن هذا الصراع طال أمده كثيرًا وأصبح أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا. لقد أدت الحرب على الإرهاب إلى غزوين كبيرين في أفغانستان والعراق، وخلقت حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. كما أدت إلى تآكل الحريات المدنية في العديد من البلدان، وزرعت بذور الخوف والريبة في قلوب الناس.
لقد مر أكثر من عقدين على 11 سبتمبر، ولا تزال ذكراه حيّة في أذهاننا. لا يمكننا أن ننسى ضحايا تلك المأساة، ولا يمكننا أن نسمح لقوى الشر بإخماد روح الإنسانية فينا.
في ذكرى 11 سبتمبر، دعونا نكرم أولئك الذين فقدوا ونقف متضامنين مع أولئك الذين تركوا وراءهم. ولنعمل معًا لبناء عالم خالٍ من العنف والتطرف، عالم يسوده السلام والوئام.
ففي وجه الظلام، يجب أن ندع نور الأمل يسطع. وفي مواجهة الحقد، يجب أن نزرع بذور المحبة. ولن ننسى أبدًا 11 سبتمبر، ولن نسمح لقوى الشر بأن تهزمنا.