17 رمضان... ليست مجرد ذكرى




هل سبق وأن تساءلتَ عن سبب اختيار يوم 17 رمضان بالتحديد ليكون يوم الاحتفال بانتصار أكتوبر المجيد؟ ولماذا لم يكن يوم السادس من أكتوبر، وهو اليوم الذي بدأت فيه الحرب، هو اليوم الذي نحتفي به؟

بدايات الحرب

في السادس من أكتوبر عام 1973، عبر الجيش المصري قناة السويس، واخترق خط بارليف المنيع، بينما تقدم الجيش السوري في هضبة الجولان، محققين انتصارات مبكرة ضد القوات الإسرائيلية. في اليوم التالي، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوماً مضاداً، وتمكن من استعادة بعض الأراضي التي خسرها في البداية.

استمر القتال العنيف لأيام، مع تقدم وتراجع كلا الجانبين. ومع ذلك، كان من الواضح أن الجيش المصري حقق تقدماً ملموساً وكان في طريقه لتحرير الأراضي المحتلة.

يوم 17 رمضان

جاء اليوم الحاسم، 17 رمضان، بعد أكثر من 10 أيام من القتال العنيف. في ذلك اليوم، شنت القوات المصرية هجوماً كاسحاً عبر قناة السويس، ودمرت خط بارليف تماماً. وفي الوقت نفسه، واصل الجيش السوري هجومه في الجولان، وأحرز المزيد من التقدم.

كان يوم 17 رمضان نقطة تحول في الحرب. لقد كان اليوم الذي استعادت فيه مصر وسوريا زمام المبادرة، وأظهرت للعالم أن إسرائيل ليست قوة لا يمكن قهرها.

اختيار اليوم

هناك عدة أسباب لاختيار يوم 17 رمضان بالتحديد ليكون يوم الاحتفال بانتصار أكتوبر. أولاً، كان هذا اليوم بمثابة نقطة تحول حاسمة في سير الحرب، حيث حققت فيه القوات المصرية والسورية انتصارات حاسمة.

ثانياً، كان يوم 17 رمضان هو اليوم الذي أدركت فيه إسرائيل أن انتصارها في حرب 1967 لم يكن مضموناً. لقد أظهر الجيش المصري والسوري قدرتهما على القتال الشرس والاستعادة من الهزيمة.

ثالثاً، كان يوم 17 رمضان بمثابة يوم وحدة وتضامن بين الدول العربية. فقد شاركت دول أخرى مثل الأردن والسعودية في الحرب، ووقفت إلى جانب مصر وسوريا. وقد أظهر هذا اليوم قوة التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة.

لذلك، فإن 17 رمضان ليس مجرد ذكرى لانتصار عسكري. إنه رمز للوحدة العربية، ولتحدي إسرائيل، ولمقاومة الظلم. إنه يوم نحتفل فيه بالإنجازات التي تحققت، ونتذكر التضحيات التي قدمها الذين حاربوا من أجل حريتنا.

دعوة إلى الوحدة

في ظل التحديات التي تواجه أمتنا اليوم، من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نتذكر معنى 17 رمضان. يجب أن تكون هذه الذكرى بمثابة تذكير لنا بقوة الوحدة، وأهمية الوقوف معاً في مواجهة الأزمات.

دعونا نستلهم من إنجازات أبطال أكتوبر، ونسعي إلى بناء مستقبل أفضل لأمتنا. فلنعمل معاً لتعزيز الوحدة والتضامن، ولتحدي الظلم، وللمقاومة من أجل حريتنا.