في زاوية نائية من شمال غرب السعودية، حيث تلتقي الصحراء والبحر الأحمر، يجري بناء مدينة طموحة تُدعى "نيوم". من المخطط أن تكون المدينة مركزًا عالميًا للتكنولوجيا والاستدامة، مع ناطحات سحاب عملاقة ومنازل ذكية وسيارات ذاتية القيادة. لكن هل "نيوم" مجرد حلم أم أنها مدينة على وشك التحقق؟
بينما يتحدث البعض عن الآفاق الواعدة لهذه المدينة الخيالية، يعبر آخرون عن قلقهم بشأن تكلفتها الباهظة والآثار الاجتماعية والبيئية المحتملة. وبينما تثير "نيوم" الكثير من الجدل، دعونا ننظر عن كثب إلى هذه المدينة الاستثنائية ونستكشف حقيقتها.
نشأة نيوم
يقع خلف "نيوم" رؤية طموحة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يتصور المدينة كمختبر للتكنولوجيا ومحركًا لتنويع الاقتصاد السعودي. في عام 2017، أُعلن عن المشروع رسميًا باستثمارات تُقدر بنحو 500 مليار دولار.
تهدف "نيوم" إلى جذب أفضل العقول في مجالات العلوم والتكنولوجيا من جميع أنحاء العالم. المدينة مصممة لتكون مركزًا للابتكار، حيث يتم تطوير تقنيات جديدة وحلول للمشاكل العالمية. كما تركز المدينة على الاستدامة، حيث تخطط لاستخدام الطاقة المتجددة وخلق بيئة متناغمة مع الطبيعة.
تصميم المدينة
ستكون "نيوم" مدينة فريدة من نوعها في تصميمها المعماري والتخطيط الحضري. تتكون المدينة من عدة مناطق تشمل منطقة " ذا لاين"، وهي مدينة عمودية تمتد على طول 170 كيلومترًا، ومناطق صناعية، ومناطق سياحية، ومناطق سكنية.
تم تصميم "ذا لاين" لتكون مدينة خالية من السيارات، حيث يمكن للمقيمين السير أو ركوب الدراجات أو استخدام وسائل النقل العام. ستكون المدينة أيضًا موطنًا لمجموعة من ناطحات السحاب الضخمة، بما في ذلك ناطحة سحاب "ذا مرآة" التي يبلغ ارتفاعها 500 متر.
الجدل المحيط بنيوم
أثار مشروع "نيوم" الكثير من الجدل منذ الإعلان عنه لأول مرة. أعرب النقاد عن مخاوفهم بشأن تكلفتها الباهظة، التي قد تصل إلى تريليون دولار أو أكثر. كما أثاروا مخاوف بشأن الآثار البيئية للمشروع، وكذلك التأثير الاجتماعي على المجتمعات القائمة في المنطقة.
في عام 2020، أفادت "نيويورك تايمز" أن الحكومة السعودية كانت تُجبر الناس على مغادرة منازلهم في المنطقة التي سيتم بناء "نيوم" فيها. وأثارت هذه التقارير مخاوف بشأن حقوق الإنسان والنزوح القسري.
حلم أم حقيقة؟
لا تزال "نيوم" قيد الإنشاء، ومن الصعب التنبؤ بما إذا كانت ستحقق رؤيتها. لكن المدينة لديها بالتأكيد القدرة على أن تكون مدينة مثيرة ومبتكرة إذا تم بناؤها كما هو مخطط لها.
ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه "نيوم" كبيرة. التكلفة الهائلة للمشروع، والآثار البيئية المحتملة، ومخاوف حقوق الإنسان هي عقبات تحتاج إلى معالجتها.
يبقى السؤال عما إذا كانت "نيوم" ستصبح "مدينة المستقبل" التي يحلم بها ولي العهد السعودي أم أنها مجرد حلم علمي خيالي لن يتحقق أبدًا.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here