في عالم التمثيل الخليجي، يلمع نجم باسم حياة الفهد، فنانة شامخة تجسدت في أدوارها كل معاني الحياة، وسردت حكايات ربطت الجماهير بالشاشة.
وُلدت حياة الفهد في الكويت في الخامس عشر من إبريل عام 1948، وبدأت مسيرتها الفنية في عام 1964، حيث قدمت أولى أدوارها في مسلسل "صغيرتي". ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن التألق والإبداع، لتكسب لقب "سيدة الشاشة الخليجية".
عُرفت حياة الفهد بتجسيدها لشخصيات معقدة وقوية، فهي الأم الحنون، والزوجة المظلومة، والمرأة المستقلة. ولعل أشهر أدوارها هي شخصية "أم سعد" في مسلسل "لا طوفان بعد اليوم"، الذي أصبح علامة فارقة في الدراما الخليجية.
إلى جانب موهبتها العظيمة في التمثيل، تمتلك حياة الفهد قلمًا مميزًا، فهي كاتبة ومؤلفة لعدد من الأعمال الدرامية الناجحة، منها مسلسل "أسرار القلوب"، الذي ناقش قضايا اجتماعية هامة.
ولم تقتصر مسيرة حياة الفهد الفنية على الكويت، بل امتدت إلى دول الخليج والعالم العربي بأكمله. فقد شاركت في العديد من الأعمال الدرامية المشتركة، وحققت نجاحًا كبيرًا في دول مثل السعودية والإمارات والبحرين.
خلف أضواء الشهرة، تتمتع حياة الفهد بحياة شخصية ثرية. فهي أم لثلاثة أبناء، وجدة لعدد من الأحفاد. وعلى الرغم من مشاغلها الفنية، فإنها تحرص كثيرًا على العائلة وقضاء الوقت مع أحبائها.
عُرفت حياة الفهد بأنها إنسانة معطاءة وخيرية. وهي من أوائل الفنانين الذين أسسوا جمعيات خيرية لمساعدة المحتاجين ودعم الأنشطة الإنسانية.
وإلى جانب موهبتها ونجاحها الفني، تتمتع حياة الفهد بشخصية قوية ومستقلة. فهي لا تخشى التعبير عن آرائها بصراحة، وتمثل نموذجًا للمرأة الخليجية العصرية التي حققت النجاح في المجالين المهني والعائلي.
طوال مسيرتها الفنية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، قدمت حياة الفهد ما يزيد عن 150 عملاً دراميًا، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
ترك إرثها الفني الخالد بصمة عميقة في تاريخ الدراما الخليجية والعربية. فهي أيقونة تمثيلية سحرية، وستظل أعمالها مصدر إلهام وإمتاع للأجيال القادمة.
إن حياة الفهد ليست مجرد فنانة، بل هي ظاهرة ثقافية وفنية. وهي رمز للمرأة الخليجية القوية والمبدعة، التي حققت النجاح والشهرة بجهدها وإصرارها.
فبكل حق، تستحق حياة الفهد لقب "سيدة الشاشة الخليجية"، فهي النجمة التي أضاءت سماء الفن الخليجي والعربي بأعمالها المميزة وشخصيتها الاستثنائية.